" دعي كل شيء يذهب ، يرحل ، يحدث ، فليس هناك شيء ، في هذا العالم ، ينتمي إليك إلى الأبد ؛ كل ما تمتلكينه هو نفسك فقط .... حتى نفسك هي ليست ملكك ... ثقي بي يا ابنتي ولا تترددي أبدا في اتخاذ قرارك ، مصيري هو أكيد ذلك القرار وصعب عليك اتخاذه أعرف ذلك جيدا ولكن لا بد من ذلك فبتر الرجل أحيانا أصوب من تركها ... "
كانت تلك كلمات أمي ، أذكرها حرفيا وكأنها الآن تقولها ، نعم كان ذلك القرار بمثابة خروج الروح من الجسد ولكن الظروف كانت جد صعبة ولا حل لنا في الأفق ، كل التدخلات باءت بالفشل والهوة اتسعت بينا ولا مجال للتفاهم أبدا ...
نمت ليلتي تلك أذكر كل ما كان بيننا من جمال بعلاقتنا ، كل شيء مررنا به وكيف قهرنا كل الصعوبات التي اعترضتنا وكيف انتصرنا على كل عدو وحاسد وأتممنا ما بدأناه بكل حب
تذكرت أمسياتنا وأمنياتنا ، سفرنا ومتعتنا وانسجامنا وكيف كان الكثير يغار منا ويحسدنا على حبنا وانسجامنا
تذكرت كيف تحدى الجميع لأجلي ولكن وللأسف ، في لحظة ، سقط كل ذلك الرصيد في قعر البئر ،
نسي كل شيء واتبع من أغوته واستحوذت عليه ،
ترك البيت و خرج دون رجعة ...
في الصباح ، اتجهت لمكتب صديقي ، وبعد التحية والدردشه قليلا قلت له :
أعرف أن أبغض الحلال عند الله الطلاق ، ولكن ارفع لي قضية لو سمحت "
نظر لي بدهشة ، نزلت دمعة على خدي ، مسحتها ، ثم خرجت تاركة له كل الوثائق الضرورية !
رفيعة الخزناجي /تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق