مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الجمعة، 27 سبتمبر 2024

إلى من يدافع عن الأمة بقلم عماد نصر

 إلى من يدافع عن الأمة


في زمنٍ يتعرّقُ فيه الطغاة

نرفع رؤوسنا من بين الركام

نتلمس في العتمة شعلة

بين الحجارة المحطمة و الدماء التي أصبحت جزءًا من الأرض .

أين نبحث عن بصيص الأمل ؟  

حين نبتلع الصمت 

و نراه يسدُّ الحناجر كصخرةٍ جاثمة  

على أعناقنا .


الصواريخ تزمجرُ

تشق السماء

و لا تصدقها إلا قلوب المقاومين

فهي وحدها تعرف طريقها  

إلى تلك النقاط السوداء  

التي تنخر الأمة من الداخل .  

الصهاينة يصرخون تحت الضربات

و هنا ..  

هناك من يسأل :  

لماذا لا نسقط معهم ؟  

و لماذا لا نأخذ مكانهم  

في ذلهم و صراخهم ؟


كأن الماضي لم يكن  

إلا مقصلةً للأبرياء .  

أين أولئك الذين سالت دماؤهم  

في شوارع سوريا ؟  

ما زالت الجروح مفتوحة 

و الخيانة تقطر من الشفاه الباردة

من أيدي المصافحة

التي ترتجف تحت عباءة الذل .


نحن أمةٌ تكسرها الخيبات

نتشبث بالأمل كما يتشبث الغريق  

بقطع الخشب العائمة .  

ننظر إلى السماء  

و نصلي

نسأل الله أن تصيب الصواريخ أهدافها

كما نصلي أن تجازي العدالة  

كل مجرمٍ ساهم في إراقة دمٍ عربي .


الصمت هو عدوّنا الأكبر

خيانة صامتة تقتلنا دون صوت

أين نحن من الضجيج ؟  

أين الصوت الذي كان يعلو كالرعد ؟  

يخبر الأعداء أنَّ الأرض لا تنام

أنها تتقيأ كل من خانها .


ها نحنُ نعود إلى البداية 

كل شيء يبدو كأنه بدأ الآن 

كل ما خسرناه  

ليس سوى شرارة لمقاومة جديدة .  

نحن نحلم

و نعرف أن الأحلام وحدها  

ليست كافية لتغيير العالم

لكننا لا نملك إلا أن نحلم .


في عين هذا الحلم  

تولد الصواريخ

تحمل الغضب

و تترك العدو يبحث عن مكانٍ ليختبئ فيه  

بين أضلاع الليل .


لكننا لا نمجد مجرمين  

ما زلنا نبحث عن الحقيقة

نحفر في الرماد  

نبحث عن بصيص أمل 

نتلمس طعنة الظهر  

التي مزقت قلب الأمة .


يا الله

دعهم يهربون من لهيب المقاومة

و دعهم يغرقون في خيانة ماضيهم 

نحن نحيا من جديد  

مع كل شعلة تنفجر في سماء الحق .


في النهاية

سنعود من هذا الليل الطويل

نحمل في أيدينا حجارة الأمل  

و صواريخ الغضب .

لن نمجد الجلادين

و لن نسامح القتلة

سنقف على أطلال المدن المدمرة  

و نسأل الله أن تكون هذه  

بداية النهاية  

لأولئك الذين باعوا أرواحهم  

في سوق الظلم .


عماد نصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق