إلى من يدافع عن الأمة
في زمنٍ يتعرّقُ فيه الطغاة
نرفع رؤوسنا من بين الركام
نتلمس في العتمة شعلة
بين الحجارة المحطمة و الدماء التي أصبحت جزءًا من الأرض .
أين نبحث عن بصيص الأمل ؟
حين نبتلع الصمت
و نراه يسدُّ الحناجر كصخرةٍ جاثمة
على أعناقنا .
الصواريخ تزمجرُ
تشق السماء
و لا تصدقها إلا قلوب المقاومين
فهي وحدها تعرف طريقها
إلى تلك النقاط السوداء
التي تنخر الأمة من الداخل .
الصهاينة يصرخون تحت الضربات
و هنا ..
هناك من يسأل :
لماذا لا نسقط معهم ؟
و لماذا لا نأخذ مكانهم
في ذلهم و صراخهم ؟
كأن الماضي لم يكن
إلا مقصلةً للأبرياء .
أين أولئك الذين سالت دماؤهم
في شوارع سوريا ؟
ما زالت الجروح مفتوحة
و الخيانة تقطر من الشفاه الباردة
من أيدي المصافحة
التي ترتجف تحت عباءة الذل .
نحن أمةٌ تكسرها الخيبات
نتشبث بالأمل كما يتشبث الغريق
بقطع الخشب العائمة .
ننظر إلى السماء
و نصلي
نسأل الله أن تصيب الصواريخ أهدافها
كما نصلي أن تجازي العدالة
كل مجرمٍ ساهم في إراقة دمٍ عربي .
الصمت هو عدوّنا الأكبر
خيانة صامتة تقتلنا دون صوت
أين نحن من الضجيج ؟
أين الصوت الذي كان يعلو كالرعد ؟
يخبر الأعداء أنَّ الأرض لا تنام
أنها تتقيأ كل من خانها .
ها نحنُ نعود إلى البداية
كل شيء يبدو كأنه بدأ الآن
كل ما خسرناه
ليس سوى شرارة لمقاومة جديدة .
نحن نحلم
و نعرف أن الأحلام وحدها
ليست كافية لتغيير العالم
لكننا لا نملك إلا أن نحلم .
في عين هذا الحلم
تولد الصواريخ
تحمل الغضب
و تترك العدو يبحث عن مكانٍ ليختبئ فيه
بين أضلاع الليل .
لكننا لا نمجد مجرمين
ما زلنا نبحث عن الحقيقة
نحفر في الرماد
نبحث عن بصيص أمل
نتلمس طعنة الظهر
التي مزقت قلب الأمة .
يا الله
دعهم يهربون من لهيب المقاومة
و دعهم يغرقون في خيانة ماضيهم
نحن نحيا من جديد
مع كل شعلة تنفجر في سماء الحق .
في النهاية
سنعود من هذا الليل الطويل
نحمل في أيدينا حجارة الأمل
و صواريخ الغضب .
لن نمجد الجلادين
و لن نسامح القتلة
سنقف على أطلال المدن المدمرة
و نسأل الله أن تكون هذه
بداية النهاية
لأولئك الذين باعوا أرواحهم
في سوق الظلم .
عماد نصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق