مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 3 نوفمبر 2024

تَعَبُ الكَلَام بقلم سامي يعقوب

الكِتَابَة ُ بِأَبْجَدِيَةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم :
 
تَعَبُ الكَلَام .

يُودِعُنِي الغِيَابُ دَاخِلِي مُثْقِلًا كَاهِلِي بِهَذَا الحُضُور ...

و تَعِبَت الرِوَايَةُ مِنَ الإِطَالَةِ فِي حَبْكَتِهَا ، نَحْوَ النهَايَةِ تَحْتَاجُ منْكَ رَسْمَكَ و اسْمَكَ ، قُرْبَ جِسْمِكَ يَحْمِلُ حَدْسَكَ المَبْتُور ...

صِدْقًا سَيِّدَتِي تَعِبْتُ مِن عِبْءِ نَفَسِي ؛ شَهِيقًا فِي أَلَمِ احْتِضَارِ الزَفِير ...

و هَكَذَا يَمْضِي الكَلَامُ ، حَرُوفًا تَجُرُّ أَذْيَالَهَا نَحْوَ السَطْرِ الشُعُور …

لَا يُرَافِقُهَا سِوَايَ المُنْهَكُ هُنَا ، و فِي البَعِيدِ نَشِيْدُ الشَحَارِير …

و سُؤَالٌ فُضُولِيٌ إِلَى أَيْن !؟ إِلَى هُنَاكَ الدَربُ الطَوِيلُ ، حَيْثُ تَأَخُذُنَا المَقَادِير …

أَلِفٌ ؛ أُحِبُ اللهَ ، و كُلُّ مَن أُحِبُّ فُي اللهِِ ، فَالحُبُّ عِنْدَ الحُبِّ مِنَ أَسْرَارِ الرُوحِ عِلمُهَا عِنْدَ رَبِّيَ الحَكِيْمِ الخَبِير …

و الحاءُ : حَنِينُ المُفْرَدَاتِ إِلَى حُرُوفِ صَاحِبِهَا ؛ جُنْدِيٌّ بِرُوحِهِ مِنَ اللهِ القَدِير …

و الباء ؛ بَهَاءُ المَشْهَدِ الأَبَدِي ، مُهَاجِرًا نَحْو الأَبِدِ فِي هِجْرَةِ التَكَاثِرِ لِلطُيُور …

و الكَافُ ؛ كَفَانَا مَا بِنَا ، نَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهِ ،
و الكَافُ مَا كَانَ و مَا سَيَكُونُ قَبْلَ الحَدَثِ الخَطِير …

هِيَ نُقْطَةُ حَرفِ البَاء فِي بِدَايَةٍ ، مَعَ مَثِلَتِهَا فِي النُونِ فِي النِهَايَةِ سِرُّ العُبُور ...

إِن شَعَرتَ بالهُنَا و الهُنَاكَ يَعْتَصِرُ دَاخِلَكَ ، مُحْتَضِرَ المَلَامِحِ شُحُوبَ الخَرِيفِ عَاشَتْكَ السِنِينَ دُهُور ...

تَعِيشُ هُنَا و هُنَاكَ مُكَابِرًا بِلَا خَوف ، فَأَنْتَ أَلَمُ هَمْزَةِ الوَصْلِ عَلِقَت فِي حُنْجَرَةِ عُصْفُور ...

فَإِن رَحَلْتُ مُسْرِعًا ، أُسَابِقُ السِنِينَ العِجَافَ ، و أُسَابِقُ فِيهَا الأَيَامَ
و الشُهُور …

إِن رَحَلْتُ - إِلى الهُنَاكَ ، أَخِفُّ مِن كُربُونِ الجَسَدِ ؛ أَبَدَ النَقَاءِ ، الهُدُوءِ ، السُكُون - فِي سَفَرٍ طَوِيلٍ - قَصِير !؟ ...

يَكُونُ مَا خَطَّ الحَرْفُ لَكِ الآنَ ، فِي سِفْرِي مُتْعَبًا و مُتْعِبًا ؛ نُقْطَةَ السَطْرِ الأَخِير ...

سامي يعقوب . / فَلَسطِين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق