سَلَكْتُ سَهْلاً بهِ التّعبيرُ مُمْتَنِعا
والنّحْوَ أتْقَنَ بالإعْرابِ ما صَنَعا
شَقَّ السُّطورَ لِسانُ الضّادِ مُبْتَكِراً
نَظْماً بَديعاً أضاءَ الدَّرْبَ فاتّسَعا
كأنّما الأحْرُفُ الخَرْساءُ قدْ نَطَقتْ
فَبَيَّنَتْ بِهُدى الإتْقانِ ما وَقَعا
تأَرْجَحتْ فبَدتْ كالبَرْقِ خاطِفَةً
والسّحْرُ بالأدبِ الرّاقي قدِ ارْتَفَعا
أمّا السّليقةُ فالإلهامُ طَوّعَها
حتى غدا قالبُ التّشْييدِ مُمْتَنِعا
يَسْقي النُّبوغُ طموحً الحَرْفِ بالأدبِ
كعَصْرنا الخَمْرَ بالأيْدي مِنَ العِنَبِ
والكَدُّ مِعْوَلُ مَنْ أمْسَتْ قَريحتُهُ
عَطْشى تُفَتِّشُ في الأسْفارِ والكُتُبِ
يَصْطادُ بالمُقَلِ الأنْساقَ مُجْتَهِداً
فَيَعْتَلي الرُّتْبَةَ الأعْلى مِنَ الرُّتَبِ
لا تَمْتطي لُغَةَ القُرْآنِ ناصيَةٌ
تَعَطّلَتْ فَبَدَتْ باللّغْوِ كالخَشَبِ
هذا لِسانٌ بِعِلْمِ النّحْوِ مُنْضَبِطٌ
وغَيْرُ ذلكَ في الإنْشاءِ كالحَطَبِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق