يرحل صيف .. و يدنو خريف .. شمس النهار تستعجل المغيب ، لتعيد تشكيل يومنا ، و كذلك ليلنا المتثاقل يلقي بالظلال
مفسحاً المجال لمزيد من الأحلام .. أو الأحزان .. برمجة جديدة لايقاع حياتنا ..
الشوارع تكاد تفرغ من عبث الصيف ، و قهقهات المصطافين .. و المتسكعين ..
الأولاد و الاطفال ينقادون لسلطة الظلمة
و يخلون ملاعبهم .. أضواء الشوارع تتأرجح
بنسائم المساء .. المحمّلة بندى تشرين
أوراق الأشجار تتأرجح هي الأخرى ، و تغادر
أغصانها مضطربة من صفرة الموت ..
لكنها تختزن وعداً ربيعياً ..
الأمهات يفتحن خزائن الشتاء .. درءاً لبرد
الأماسي .. تغلق خزائن الصيف على ما
تضمّ من خفيف الثياب ..
في الأمسيات التشرينيّة يلتئم شمل العائلة
و يُفْتَح باب الحكايات في غفلة من الإنشغال بتصفح الهواتف ..
في تشرين تستعد الطيور لبناء أعشاشها
و بعضها يمتحن جناحية للهجرة نحو الجنوب ، فراراً من بطش الشتاء القادم .
في السماء .. تتشكل سحب مثل غلالات
تبشر بموسم خير قادم .. لتزرع فرحاً في النفوس التي لم تَمَلّ النظر إلى السماء ..
التي حجبتها غابات الاسمنت ..
الجدات مازلن على عهدهن بذيل أيلول
المبلول .. و إن أفلت .. فهذا تشرين ..
يَعِد بالغيث .. و يستحضر الألوان ليرسم قوس قزح ..
في المساءات التشرينيّة .. نحسّ أن شيئاً
فينا يتغيّر .. مع دورة الطبيعة و تبدّل
المواسم .. و لعل ساعاتنا البيولوجية تستعدّ للقادم .. حيث يطول ليلنا .. و لربما تستيقظ أحزاننا .. و لطالما تحالف الليل مع آلامنا
و أيقظ المطويّ من ذكرياتنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق