مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 1 ديسمبر 2024

رحيل روح بقلم خديجة علي زم

" رحيل روح "

على صهوة شحنة من نور أشكلها كل يوم 
من غبار جليدي صاف 
مخزون في تلك المغارة العتيقة العميقة ،، المدفونة في أحلامي .
إلى مدى مترام منسوج ببياض نعومة الياسمين 
 وغمزات الخضرة في زيتون،، يورق نورا خالدا .

على صدى بوح شفاف الترانيم .. مهاجر الصدى 
راحت عيناي التواقتان ،، تسرعان بالتقاط حفنات الجمال 
وصيغه الفاتنة .. حفنة حفنة .
تصوغها أوتار روحي .. حكايات بهجة ، نهارات سلام 
،ينابيع ارتقاء متدفقة ، شذرات حب ورقة .

وأنا في ذلك النعيم الساحر " لاشيء يذكرني بي " 
سوى ساعة الحقيقة ، حين تخبو شحنة النور تلك 
 ويحين موعد العودة إلى النقيض تماما .
إلى لوحة ظلام دامس ، وسواد مميت يصيب حتى الحروب بالرجفة .
 تعذيب سمع لاينضب .. تلوث في كل شيء مغرق ..
ضجيج مرهق .. صرخات أنين ..
  وجع متجدد .. يصيب الروح قبل الجسد 
يقتلها دون أن تموت .. ليعود من جديد ويقتلها وتستمر السلسلة .

وكنت أسرع مع مافي جعبتي من تمائم وكنوز إلى النوم 
 علي أدخل ممرا يقربني من الغد والرحلة التالية .
لكني اليوم لمست في روحي أنها قد بيتت أمرا ورغبة .
أشارت إلي فانتظرتها ، قدمت لي طلب استقالة 
 لم تعد ترغب في المقاومة لحظة بلحظة .
لحظة الاستسلام تلك التي نصل إليها 
 تسبقها لحظة ضعف واعتراف بحجم المأساة المعذبة .

وقد حاولت جهدي اللجوء
 لملاذ ينقذني وإياها دون جدوى .
لم أتفاجأ من طلبها " و على الفور " منحتها مباركتي والموافقة 
منحتها حرية حاربت طوال عمري ولم أحظ بها .
غادري أنى شئت 
تعبت هي من كل ثانية مقاومة ونزيف وجع وكارثة 
وتعبت من تلك الهاوية تستدعيني إليها كل ثانية 
سأرتمي أنا إليها ، فما اختلاف قاع في الأعلى يحتويني 
وقاع يسكن قعر الهاوية .؟؟؟!!

وبعد رحيل الروح .. هل يعود للهاوية سطوة أوصدمة ؟؟!!!
أما مابعد الهاوية لا أعرفه .
هل ستكون لي رفقة .. في سرداب الوجع المتجدد ؟؟!!
هل هناك عبور جديد .. طريق وفرصة ؟؟!!

مابعد النفق الموجع لا يعنيني .
كل ذلك ليس مهما 
 ذلك الوجع كسر فيي أي فضول .. أي تحد ، وأي رغبة .
بعد" رحيل الروح "

لم يعد مهما شكل الانحدار 
موعد السقوط الحر ، ولا كيفيته المرة .
فلنرحم " أرواحنا " إن كانت لازالت لدينا 
وليس مهما .. مابعد ذلك من " بقية  

30/7/2024
خديجة علي زم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق