بقَلَمِ فُؤادٍ زادِيكي
متى يَشْرُقُ الفَجْرُ عَلَى قَلْبِي، فَتَزُولُ غَشَاوَةُ الحُزْنِ، الَّتِي تَخْنِقُ صَدْرِي؟! وَ متى أَلْقَاكِ، أَيَّتُهَا الحُلْمُ المُبْتَسِمُ فِي زَوَايَا رُوحِي، فَتَشْفِينَ عَلَّةَ الفُؤَادِ وَ تَزُولُ غُيُومُ اللَّيْلِ عَنْ سَمَاءِ حَيَاتِي؟! لَا أَعْلَمُ كَمْ مَضَى مِنَ الزَّمَنِ وَ أَنَا فِي شَوْقٍ دَائِمٍ إِلَيْكِ، وَ كُلَّمَا مَرَّتْ لَحْظَةٌ ازْدَادَ القَلْبُ فِي لَهْفَةِ اللِّقَاءِ.
أَنْتِ، يَا مَن مَلَكْتِ القَلْبَ وَ العَقْلَ، يَا مَن أَضَاءَتْ عُيُونُكِ دُرُوبَ حَيَاتِي المظْلِمَةِ، كَيْفَ لِي أَنْ أَصِفَ لَكِ كَمْ أَفْتَقِدُكِ؟! كَلِمَاتُ الحُبِّ لَيْسَتْ كَافِيَةً، وَ حُرُوفُ العِشْقِ لَا تَعْبُرُ عَنْ هَذَا الوَجَعِ الَّذِي يَسْكُنُ بَيْنَ ضُلُوعِي. فِي كُلِّ لَحْظَةٍ، تَهِيمُ ذَاكِرَتِي بِكِ، تُلاَحِقُنِي صُورَتُكِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَ أَشْعُرُ وَ كَأَنَّنِي أَعِيشُ فِي غُرْبَةٍ عَنْ نَفْسِي، فِي عَالَمٍ لَا يَعْرِفُ سِوَاكِ.
ماذا لَوِ التَقَيْتِ بِي؟ هَلْ سَيَشْفَى هَذَا القَلْبُ الَّذِي تَعَذَّبَ طَوِيلًا فِي غِيَابِكِ؟ كَمْ مِنْ لَيَالٍ قَضَيْتُهَا وَ أَنَا أَنْتَظِرُ تِلْكَ اللَّحْظَةَ الَّتِي أَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَكِ، أَرَى وَجْهَكِ، أَعِيشُ بَيْنَ يَدَيْكِ لَحْظَةَ حُبٍّ تَرْوِي عَطَشَ العُمْرِ. كَمْ تَفْتَقِدُكِ الرُّوحُ، وَ تَئِنُّ النَّفْسُ مِنْ شَوْقِ اللِّقَاءِ.
الحَيَاةُ بِدُونِكِ لَا طَعْمَ لَهَا، وَ كُلُّ شَيْءٍ حَوْلِي يَفْتَقِدُ لَوْنَهُ، وَ كَأَنَّ العَالَمَ قَدْ خَسِرَ أَلْوَانَهُ. أَحْتَاجُ إِلَيْكِ، لَا لِأَعِيشَ فَحَسْبُ، بَلْ كَيْ أَتَنَفَّسَ الحَيَاةَ، كَيْ أُحَقِّقَ رَغْبَةَ الفُؤَادِ الَّتِي طَالَمَا تَمَنَّتِ اللِّقَاءَ. كَيْفَ لِي أَنْ أَصْبِرَ عَلَى هَذَا البُعْدِ؟! كَمْ هِيَ مَرِيرَةٌ لَحْظَاتُ الاِنْتِظَارِ، وَ كَمْ أَتَمَنَّى أَنْ يَمُرَّ الزَّمَنُ بِسُرْعَةٍ كَيْ أَرَاكِ وَ أَذُوبُ فِي حَضْنِكِ الَّذِي طَالَمَا حَلُمْتُ بِهِ.
لَواعِجُ العِشْقِ تَأْخُذُنِي إِلَى عَالَمٍ آخَرَ، عَالَمٍ مَلِيءٍ بِالحُبِّ وَ الجَمَالِ، حَيْثُ لَا شَيْءَ يَشْغَلُنِي سِوَاكِ، حَيْثُ تَكُونِينَ أَنْتِ مَحْوَرَ كُلِّ الأَفْكَارِ وَ أَسَاسَ كُلِّ الأَحْلَامِ. أَتَمَنَّى أَنْ يَجْمَعَنِي بِكِ الزَّمَانُ، وَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللِّقَاءُ قَرِيبًا، كَيْ يَشْفَى صَدْرِي وَ يَهْدَأَ القَلْبُ.
فَيَا حُبَّ حَيَاتِي، لَيْتَ الزَّمَانَ يَسْمَحُ لِي أَنْ أَكُونَ بِجَانِبِكِ، وَ أَنْ أَعِيشَ مَعَكِ لَحْظَاتٍ مِنَ الحُبِّ لَا تَنْتَهِي.
المانيا في ١٩ ديسمبر ٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق