أم محفوظ بهلول البربري .. رواية / رضا الحسيني ( 23 )
{ محفوظ واتفاقية السلام }
ولم تشأ هذه السنة أن ترحل من حياة المصريين قبل أن تأتي بحدث هام في مصر والمنطقة كلها ، حيث قرر السادات في خطابه عن عزمه زيارة إسرائيل من أجل السلام ، وواجهته الدول العربية بالرفض والمقاطعة ، وقتها قرر السادات أن يلقي بخطاب هام للأمة من بلكونة قصر عابدين المطلة على الميدان ، وخرجت مدرسة محفوظ الثانوية كغيرها من مدارس القاهرة والمصانع في مسيرات حتى ميدان عابدين ، وكانت المسيرات كلها تردد الأناشيد الوطنية والهتافات المؤيدة لقرار السادات ، وكان محفوظ المتحمس في مقدمة مسيرة مدرسته الدواوين الثانوية الخاصة بشارع نوبار بمنطقة سعد زغلول بالقاهرة
وقف محفوظ منذ صباح الخميس الثامن من ديسمبر عام 1977 مع تلاميذ مدرسته و مئات الآلاف من المصريين بميدان عابدين بانتظار أن يطل السادات ويلقي خطابه ، وكان يومها الرئيس في شدة انفعاله وهو يقول :
_ سيجيء يوم تندم فيه الأمة العربية لأنها رفضت هذه الفرصة الثمينة للسلام وانتهاء الحروب
ومما أدهش محفوظ يومها أنه تصادف وقوفه بجوار الفنانة شريفة فاضل في انتظار إطلالة الرئيس السادات على جموع الشعب التي تنتظره بميدان عابدين منذ ساعات الصباح
{ محفوظ في الثانوية العامة }
وأخيرا وصل محفوظ لامتحانات الثانوية العامة ، حلمه وحلم أمه عزيزة ووالده عزوز وكذلك أخته الكبيرة مجيدة
وكان محفوظ قد التحق بعمل غريب ومفاجيء لأسرته وعائلته ، حيث أصبح رجل بريد ( ساعي بريد أو بوسطجي ) ، بمكتب بريد المعادي ، حيث شجعه على ذلك بوسطجي منطقته ، ( عبد الرحمن ) الطالب بكلية التجارة بجامعة القاهرة ، وكان محفوظ معجبا بشخصيته وكفاحه بجوار دراسته :
_ يامحفوظ اطمن الريس بالمكتب بيتفهم إننا طلبة وعشان كده بيوافق نروح المكتب باي ساعة باليوم ، المهم ننتهي من توزيع حصتنا من الجوابات ونرجع من التوزيع قبل الساعة 6 مساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق