مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 5 يناير 2025

فجر الياسمين بقلم سليم عبدالله بابللي

فجر الياسمين 
بقلمي: 
من البحر الكامل 
---------------------
الصّبرُ أذَّنَ في الرّحابِ و هلَّلَ
فجراً جديداً بالوضوءِ مُكَلّلا

عبقُ المنابِرِ فاضَ حولَ ربيعِها
نصراً عزيزاً للمآذن سَجّلَ

كَبِّر فؤادي فالسّواعِدُ أينعت
حُلُماً عتيقاً للجفونِ تَسَلَّلَ

قَلَبَ الموازينَ التي شاخَت بنا
و أقامَ فيها للبطولةِ محفلا 

فجرٌ أعادَ الشّامَ سابِقَ عِزِّها
و لبؤرةِ الإجرامِ فيها أقفلَ

عاثَ الظلامُ لِحِقبةٍ في شامِنا
حتى أتى وعدُ اليقينِ و زلزلَ

دربُ الفسادِ تبعثرت أركانُهُ
و الحقُّ فجرَ الياسمينِ تكحّلَ

أشفى صدوراً بالمآسي عُمّدَت
و أصابَ من وَثَنِ الضلالةِ مقتلا

نَفَضَ الغبارَ عن الحقيقةِ و استوى
في ثورةٍ عرشَ الِإباءِ تَرجَّل

و الثلجُ ذابَ عن البشاعَةِ غاضبا
مستنكراً ما بالنقاوةِ ضَلّلَ

حقداً و خُبثاً قد تَكشّفَ واهياً
لونَ العفافِ على الجرائِمِ أسدلَ

أمٌّ تنوحُ و دارها مَن غُيِّبوا
هل من يمرُّ على الديارِ ليسأَلَ

فالدّمعُ غُيِّبَ و المدامعُ سُيِّجت
و الطُّهرُ جُرمٌ في الحضيضِ مُجندلا

تتساقطُ الأصنامُ في لهبِ الوغى
في فرحةِ الأجيالِ يوماً طَوّلَ

زردُ السّلاسلِ في السواعدِ لعنةٌ
فضحت جباناً بالخنوعِ تَسربلَ

مَلَأَ البطاحَ عفونةً و دناءةً 
ما حَرَّمَ الرحمنُ حدّاً حَلَّلَ

فالحقدُ خَيَّمَ و المدافِعُ سُلِّطت
و الحقُّ في رَحِمِ الكلامِ مُكَبلا

خُتِمَ الحوارُ على الرقابِ بِمديةٍ
و العقلُ في لُغَةِ الجُناةِ مُعَطّلا

يا مارداً عَصَفَ الطُّغاةَ بِجِلّقٍ
للنفسِ آياتَ السعادةِ رَتّلَ

أنشودةٌ طافت على أطيافِها
و الخوفُ أمناً في الصدورِ تَبَدّلَ

بين الكمائنِ و المكائِدِ ظافراً
عندَ المفاصِلِ راعَ فيهم فيصلا

بالعدلِ طافَ على الربوعِ مُؤَمِّناً
مَنْ كَبّرَ الإحرامَ أو مَنْ جلجلَ

حَمَلَتْ رياحينُ الصّبا تاريخهم
في مركبِ الإصلاحِ عزما أشعلَ

فوقَ المُحالِ خُطى سَمَت بِسُموِّهم
حُييتَ مِنْ فَجرٍ لِكونٍ أذهلَ

سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق