يا أعـمـى الـزمانِ، أيا رفـيقَ الــظـلـمِ
ألقيتَ غيمَ جحودِكَ فوقَ نجمِ السلمِ
أغلقتَ عينَ القدرِ كي لا ترى الأماني
وصمَّمتَ أذنَ الأيامِ عن صوتِ القيمِ
كـأنَّـكَ الــريحُ تـقـتـلـعُ مـن جذورها
أشـجـارَ حـقٍّ تـظلُّ بظلِّها كلَّ العَجمِ
تـمـشـي الـجـمـوعُ وراءَ لـيـلٍ مظلمٍ
عـمـيـاءَ لا تـعـرفُ الـدليلَ ولا الحُلمِ
حـطَّـمـتَ صـدقَ الـقلوبِ بنارِ كذبِكَ
وأحرقتَ سرَّ الهدى في قلبِ الـعدمِ
أيَّــاكَ نـرجو أم نـصـدُّك بالـسـيــوف
فتمسي بلا ضوءٍ، بلا عقلٍ، بلا فـهمِ
فـإنْ طـمـستَ الـحقـائقَ اليومَ مكراً
فنورُ الحقِّ يشرقُ رغمَ جهلِ الـظـلمِ
وإذا ادَّعــيتَ الـخلودَ بـجُرأةِ الجهلِ
فكلُّ جَـبَّـارٍ يفـنى في ثرى الــوَهْـمِ
كم من طغاةٍ علا صرحُ الغرورِ لهم
فسارَ دهرًا بهم نحوَ حتفِ الـحُـلمِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق