مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 5 يناير 2025

بط سوداني بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة 
بط سوداني 
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 

بعد أن يأس والدي من حصولي علي الثانويه العامه قرر سفري إلي السودان للحصول عليها من هناك و بالفعل مع بدايه العام الجديد التحقت بإحدى المدارس هناك و انتظمت في الدراسه و تولد لدي امل جديد في النجاح نظرا لسهوله الدراسه مقارنه بمصر 
وفي بدايه الامتحانات وعند خروجي من اللجنه ولسه بقول يا هادي لاحظت بعض الشباب يطارد مجموعه من الفتيات السودانيات بطريقه مستفزه توجهه إلي المجموعة و حاولت منعهم من مضايقه الفتيات و لكن أحدهم أصر علي استمرار حركاته المستفزه ولم اشعر بنفسي الا وانا اهجم عليه و اطيح به علي الأرض حينها فر هاربا مرددا الشتائم و السباب ،توقعت أن تختفي الفتيات في البدايه المشاجرة إلا أنهن لم يتركن المكان و ظللن مشاهدات للحدث حتي نهايته ، لم اهتم بنظراتهن المليئة بالأعجاب و واصلت السير إلي مكان سكني بهدوء مشوب بالحظر 

في اليوم التالي و عند خروجي من اللجنه استوقفني عدد من الرجال حينها داهمني الخوف ربما هم من أقارب الشاب الذي ضربته بالأمس و قرر النزال مره أخري مع أي عدد مدافعا عن نفسي 
و لكن من حسن الطالع أن هؤلاء الرجال اخوه و أقارب أحدي الفتيات التي تعرضت للمضايقه بالأمس 
شكروني علي شهامتي خاصه أنني غريب عن البلد و قرروا دعوتي علي الغداء و مع كرم الضيافه و حسن الاستقبال أصبحت صديقا للجميع في تلك المنطقه و عرض علي بأحدهم أن انتقل للعيش في منزل يملكه قريبا من اللجنه و بالفعل وافقت بدون تردد 
مع انتهاء الامتحانات عرض علي الحاج علي التوابتي العمل معه في تجاره البهارات و استلمت عرض اخر من الشيخ جعفر العطار للعمل معه في العطاره 
و بالفعل اتفقت مع الرجلان علي اعطاني بضاعه لتصديرها إلي مصر خاصه أنني اسكن قريب من الازهر و محال العطاره المنتشره بتلك المنطقه و بالفعل وافق الحاج التوابتي و الشيخ العطار علي منحي البضاعه اللازمه 
و أقنعت والدي أن أكمل تعليمي بجامعه الخرطوم خاصه أن الدراسه هناك جيده و حتى ابتعد عن اصدقاء السوء 
وافق والدي علي مضض خاصه بعد أن نجحت بمجموع بسيط و استمرت إقامتي في السودان فتره لا بأس بها 
حققت بها العديد من النجاحات أدت إلي موافقه الحاج علي و الشيخ جعفر علي زواجي من ابنة الاول و شقيقه الثاني دون أن يعلم اي منهم ارتباطي بالآخر 
مرت اربع سنوات و انا ما بين مصر و السودان احمل البضائع من توابل وعطارة و في اخر رحله طلب مني والدي زياره السودان للاطمئنان علي حياتي هناك و دراستي 
و بالفعل استقبلت والدي في المطار و بعد أن شرحت له حقيقه زواجي من بنت التوابتي و شقيقه العطار 
و مدي سعادتي بالاقامه بالسودان خاصه أن الزوجتين لديهما الان العديد من الأطفال و أن كل سيده لا تعلم زواجي من الأخري 
قررت اصطحاب والدي لزياره معالم الخرطوم بسياره الشيخ جعفر الذي اعارني إياها عده ايام لزوم زياره الوالد الأولي للسودان 
و في نهايه ايام الزياره طلب والدي أن يعمل معنا في التوابل خاصه أن عائله التوابتي لها فروع في مصر 
ورحب الحاج التوابتي بالفكره و أمد والدي بالبضاعه اللازمه 
بعد شهور آتي إلي الحاج علي غاضبا غضبا لم تشهده من قبل خشيت في البدايه أن يصله زواجي الثاني و لكن مع الوقت علمت أن سبب غضبه هو زواج والدي من عائله العطار رغم وجود سيدات مناسبات له من عائله التوابتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق