عن حصرها يعجز عد وإحصاء
من قال كوني بأمر الله بازرة
فكان من قوله أرض وعلياءُ
له في الوجود من الآيات شاهدة
وفي عالم الخلق أفلاك وأنواءُ
شواهد تبدي للأفكار صنعته
دلائل فيها للإيمان إيحاء
والخلق والأمر يختص بها وله
في عالم الخلق إيجاد وإفناء
والقبض والبسط سرٌ من تَصرُّفه
في عالم الرزق منع ثم إعطاء
فغدت عقول الورى في الفهم عاجزة
وللشياطين إضلال وإغواء
تقدس فعله عن كل منقصة
وبنوره أسفرت في الكون ظلماءُ
كم في الوجود جمال من صنائعه
في حسنها من بديع الصنع أشياءُ
وبحمده سبح الأملاك قاطبة
والناس في الجهل رواح وغداءُ
ياغفلة غلبت قوم وأضحى لهم
بالشرك بالله إزباد وإرغاءُ
كملحد يجحد آيات خالقه
بئس القلوب لها أعيان عمياءُ
ألا ترى هذه الآفاق شامخة
محجة في طريق العلم بيضاءُ
تسبح خالق الأكوان خاضعة
والكل ساجدة لِلِّه خَلْصَاءُ
والناظرون بعين العلم يرشدهم
نور من العلم والإيمان وضاءُ
والملحدون خفافيش الظلام لهم
آذانهم في ضحى الأنوار صماءُ
طاشت عقولهم في سر حكمته
فقامت لهم غارة بالجهل شعواءُ
فاسلك طريق الهدى والعلم والزمها
تقودك آية في الذكر عصماء
بقلمي عبدالحبيب محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق