سوف أشتكي وأبوح لربي
حتماً سينصفني، فهو حسبي
هل ذنبي أنّي طفلٌ فلسطيني؟!
حُرمتُ من وطني وأجملَ سنيني
جعلوني أشلاءا وطعاماً للكلاب
أجساد ترامتْ في كلِّ الشعاب
صوتي يختنقُ في أحشاءِ الأحشاء
والنبضُ يقاومُ ليبقى على قيدِ البقاء
وأدوا الأحلامَ بين مقابرِ الشهداء
وجعلونا أرقاماً بلا هويةٍ ولا أسماء
سأحيا وإن كسروا كل أضلعي
وأسقي زهور ربيعي بأدمعي
سأمضي إلى الحلم رغم الدمار
وأوقد نار الصمود رغم الحصار
فيا ظالمًا قد تمادى الأذى
رويدك، فالليل يمضي سُدى
وفي مهجتي غضبٌ لا يلين
يزلزل أرضك صبحًا غدا
ومهما طال الخريف الحزين
سيبزغ نور الخلاص المبين
سأرسم فجري بجرحِ الجبين
وأحفر عزمي على الطينِ طين
فمهما تكسّرت في الرياح
جذوري ستنبت رغم الجراح
سأحمل روحي على راحتي
وأمضي بثأري إلى غايتي
فإن متّ، حتماً سيكمل دربي
طيور القضية الاوفى في سربي
فلا الليلُ يبقى، ولا الظلمُ دام
وإن طالَ قيدٌ، فحتمًا يُسام
فيا قدسُ صبري وإن طالَ يلوحُ
ونصرٌ تجلّى بفيضِ الجروح!
أُقبّلُ أرضي وأمضي شهيدًا
وأحملُ في القلب وعدًا جديدًا
فإن مزّقوا جسدي بالنصال
فروحي تظلُّ تضيءُ الظلال
سينبت من دمعِ أمّي ورود
وتُزهرُ أحلامُ جرحٍ عنود
فلا نارهم تطفئُ الأمنيات
ولا قهرهم يطمس التضحيات
سأمضي إلى المجد رغم القيود
وأرسمُ للقدسِ دربَ الصعود
فإن طال ليلٌ وأرخى الظلام
فصبحُ البطولةِ حتمًا يُقام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق