تشاوروا و تحاوروا
لابد من إعلان حربٍ
في السوق و ترتفع الأسعار
تآمروا أن يشمل الغلاء
لحوم الضأن و الأبقار
و كل أصناف الغلال و الخُضار
أخذت النقود لأشتري
مايلزم مائدة الإفطار
و في يدي قائمة طويلة
كتبتها زوجتي من أوّل النهار
مبتسمًا ... إستقبلني الجزار
سألته عن ثمن اللحوم
قال بخمسون دينار !!!
قلت .. زِن لي رطلاً
فقطّب الجبين
و شحذ السّاطور و السّكّين
و نظر لي نظرةَ عتابٍ
قال خذها و لا تخف
لا تحرم أبناءك الصغار
أقنعني كلامه دفعت له النقود
ستون دينارًا و يداي ترتجف
و بعد برهةٍ أخذت قفّتي
وقفت أمام تاجر الخضار
وجدتُه مُغاضبًا
سألته عن ثمن البطاطا
أجابني في الحين
أثمانها رخيصة تناسبُ المسكين
و وضع الميزان
هذا طماطم و فلفل
و جزر و يقطين و بصل
و مختلف أنواعها
وزنها بلا إستئذان
و قال سبعون دينارًا
و أنّه ساعدني
قد باع لي بأبخس الأثمان
و عدت إلى الدار
و يعلو وجهي شحوبًا و إصفرار
و بدون أن أدري
دخلت في غيبوبة
أفقت منها في المساء
بجانبي الدواء
و البيت مليئ بالزّوار
و الكلُّ يحمد الله على سلامتي
و ينصحني جميعهم
بتناول وجبة السحور
لأنها تقوّي الصائم طيلة النهار
و هم لا يعلمون
عن سبب الدوّار
و همست لي في أذني أم العيال
أنني قد نسيت أن آتيها بالغلال
و أن قارورة الغاز
قد فرغت في الحال
فعادت لي الغيبوبة
و في التنفس صعوبة
حشرجة و كحة و كثر السّعال
رمضان يا شهر الخير و البركة
و فراغ الجيوب
مسكين أنت يا أبو العيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق