بقلم د.حفيظة مهني
_______________
لطالما كنت ذاك الحلم بعينيك
و شغب شوق يلهو بين ذراعيك
فها أنا ذا اليوم جئتك عاشًقا
يلقي قمحه على نوافذ مقلتيك
إني أرسلت إليك قلبي المرهق
و نبض حرف بالأوجاع مغرق
نثرت لك مشاعري بين السطور
خذني إليك تحت الظلال و اقرأ
لا تسألني عن حالي و ما جرى
فكلي مطوي بهذا الظرف المغلق
يا عطر طريح زجاجة
طيب الأنفاس عذب المجاجة
أخبر فؤادك أني أحبه
و أنك سؤدد القلب و بلجاجه
لا تسافر .... حبيبي
و لا تطل الرواح فيقل صبري
فكل الفراشات يستهويها طهري
يطيب لها البقاء بقربي
يشدها فوح عطري
تحط بخجل على خد الزهر ...
تشم حناني فتسكر ...
فينمو بين الحنايا أمل
يشبه العشب الأخضر
فا أجمل الخواطر حين
تجبر
عشق العذارى... غدير للتشافي
و الخفق عليل ... و أنت مجافي
فلا تلم الظمآن إن اِرتوى عشقًا
فالعشق كالماء يروي عطش القلوب
و للشقاق تعافي
أخاف أن تهجرني و تنسى
و يهيم قلبك بالحسان فتقسى (و)
فيشقى قلبي الصغير في هواك و يحزن
و القلوب إن حزنت تشيخ و تهرم
أغار إن تشابكت عيونك بالعيون ..
و فاض كأس العشق و انسكب الجنون
أخاف أن يصيبك منهن سهم النظر
يسرقك الحلم بعيدًا عني...
و أنا بالغياب أنتظر
نأي الأحبة مالح دمعه كالفقد
الجسد حي و الروح بحبيبها تهذي
فما حال وجدك يا وجدي
و قلبينا يأسرهما البعد
لحظات الفراق بالصبابة مرة
و الوجع وجع ولو تعيشه ألف كرة
و الله إني بنواه أحتضر
و الفؤاد بنار الشوق منصهر
أملي هناك يلهو و يجري
و الأماني على درب خطاك تسري
والوصل بين حبائل الجزر و المد
و قلبي أراه بكفيك كالطير يعافر
أقسمت لك ذات أمس
أن فؤادي في الهوى لن يعصي
اليوم أقف على رصيف عشقك البارد
لا مظلة و لا وشاح
و معطف العشق شارد
أقفز إليك و أضمك إلى صدري
كعصفور بلل ريشه المطر
يرتعد من برده القارس
و بيننا صد أين التوادد؟!!
أخاف أن تنام وسائدي و تستفيق
و ليلك مسدل جفنيه في سبات عميق
فالعشق يحب الندى،
حرف يسابق النبض إذا العشق نادى
كلمات ثائرة و الشوق بدأ
أنا بعمر الصبا أهوى الركض
أستعذب حديث المساء و السهر
أحب عزف القلوب و الأغاني
و نسيم شوق و كف مداني (ه)
أعشق غمز المطر للسواقي
و حضن دافئ وموعد التلاقي
فخذني إليك ولا تضيعني بالطريق
فإن بي جمرًا يذكى بالعناق
حره يذيب اللهفة و يزدني احتراق
بي حنين و هيام و شوق
و عينان قد لمع بهما العشق
أكتم و أكتم بالصدر هواي
و حديث المقل حرف كالبرق
يا تلويحة نبض بالغسق
و يا قرب يهز أغصان الخفق
يسقي الحشا مداما من لماه
و يطبق الروحين برفق
فما أجمل بذور هواي
تزرعها بفؤادك دون سوايَ
فيثمر الجوى بحدائقي
و يزهر العشق
والهيام غلة بنجواىَّ
يا حلو واسع الجفنين و الطرف
بالزحام كم تجيد الخطف.
اُنشر شذاك بتلالي
عاتب و لا تنسل الكف من الكف
لا تسل عن فصل الربيع الآتي
شتتني عصفك بسكات..
كم ناديتك و لم لم تأت...
أراك مرة هنا و مرات هناك
زاهدا بالوقت ..
بين العابرين تجدف
لا مرفأ ... لا شط .. لا موقف
بطقوس العشق القلوب ماكرة
التداني يوقظ الوجد
فتصحو معه الذاكرة
يأتينا الحنين طارقا الأبواب
يشكو الهجر و صد الأحباب
مقيد الزند و شراعه يتبع الباخرة
قلوبنا هناك ضائعة حائرة
والروح في قوارب الهوى
إلى مجهولها مسافرة
أحيانا نلملم جراحنا بالنوم
نغتال بالبسمة جمل العتب واللوم
نجمع شتاتنا بوجه الرياح
و نكتم الحزن و نداري القراح
نسكت جوع المشاعر برغيف الخضوع
و نسكر الشوق بكأس الرجوع
يختمر الحزن فينهمر دمعا
و فتيل الحنين يحترق بين الضلوع
تمتماتك تسكت صخب النوارس
تهذب أمواج شوقي بهدبك الناعس
قد نام طفلي و غفا الهجر
بمهد التلاقي أذن الفجر
فلم يعد بعد الوفاق شيء من الصبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق