الاثنين، 19 أبريل 2021

بائعة الورود بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

 (  بائِعَة الوُرود  )


أسيرُ في  دُروبِها  الغابات ... أعبُرُ شِعابَها  


كَم شاقَني مَشهَدُ الأزهارُ  في  آجامِها


وكَم عَشِقتُ نَبتَةَ الرَيحان ... والزَيزَفون يَزدَهي في ظِلٌِها 


سَوسَنَةٌ  أسبَلَت لي جَفنَها


وَزَنبَقٌ  يَنثُرُ الأريجَ من حَولِها 


شُحرورَةُُ  تُرَتٌِلُ قَبلَ الشُروق  ...  نَشيدها


تُجيبُها البَلابِلُ تَعزِفُ لِلغابِةِ ألحانَها


فَتَنهَضُ الأحياءُ من  نَومِها


والزهور  كَم يَحومُ  الفَراشُ فَوقَها 


بِساطُها من سُندُسٍ يُزهِرُ  في رَوضِها 


أرنَبٌ يَلعَبُ في الجِوار …   لا يَرغَب بالحِوار 


قَد تَوارى  بَينَها الأجَماتُ ...  في حَذز 


يَستَشعِرُ  بَعضَ الخَطَر  ...  من مِخلَبٍ أو غادِرٍ إذا غَدَر


وفي الجِوار  القَريب  .…  ثَعلَبٌ في مَكرِهِ ذاكَ المُريب 


يالَطَبعِهِ الغَضوب …  يَشوقهُ  ذاك الوُثوب


يَكمُنُ  ...  وحَيثُما  يَكمُنُ ... يَستَجلِبُ  كُلٌَ الخَطَر


والأرنَبُ  لَم يَزَل في حَذَر  …  يُسرِعُ بالهُروب  


وإلى الأمامِ عِندَ المُنحَنى ... غادَةٌ تَجمَعُ أزهارَها 


تَصنَعُ  باقاتها  …  تُكَدٌِسُها  على جانِبِ دَربِها 


في سَعيِها لا تَستَكين  ... يا لَهُ عَزمها


دَنَوتُ في  مَهَلٍ  نَحوَها …  حَيٌَيتُها 


رَدَّتِ  التَحيٌَةَ  …  بِنَظرَةِ وإبتِسام  ...  مرحى لَهُ الإنسِجام


سَألتَها  ... كَيفَ لا  تَخشَينَه شَوكِها المَلعون ?


قالَت  ...  يَلينُ  ما بَينَها  أنامِلي  كالمَرهَمِ والدُهون


قُلتُ  في خاطِري  ...  يا لَهُ  قَلبِيَ ذاكَ الحَنون  ...  يَميلُ من فَورِهِ لَها


سَألتها  ...  وَلِمَ كُلُّ تِلكَ الورود ? !!!


قالَت   ... أبيعَها في السوق  …  و لَها مَردود


قُلتُ في خاطِري  ... كَيفَ يَشقى الجَمال  ها هُنا  ? !!!


لَم تَهُن الغادَةُ  ...  ولَم  يَهن أمرَها …  سَألتَها 


بَيتي كَبير ...  تُحيطهُ الأزهارُ  والبَيلَسانُ  والوُرود


هَل تَذهَبي بِرِفقَتي  لِتَريه ?


قالَت. ...  وما  شأنيَ أنا  بالمَنزِلِ وما بِهِ ... أو فيه ؟ !!!


قُلتُ  ...  مَليكَةُُ  لِعَرشِهِ  تَرتَقيه 


قالَت  ... وهذِهِ الزُهور  ما نَفعَلُ  بِشَأنِها ?


أجَبتُها   ... لِلفَراشاتِ  نَترُكَها 


سارَت إلى جانِبي  والبَهجَةُ تَغمُرُ قَلبَها 


تَسألُ  ...  هَل تُحيطُ  بَيتَكَ الأزهارُ ويَنبُتُ من حَولِهِ البَيلَسان ?


أجَبتُها  ...  بَلى كما الزَنابِقُ  والوُرود  ...  في لَونِها الأقحُوان 


فَرِحَت وأطلَقَت لِلخَيالِ العَنان


سارَت  إلى جانِبي  سَعيدَةً …  وفي أمان 


قُلتُ في  خاطِري   ... يا وَيحَهُ  ... ما يَفعَلُ هذا اللِّسان 


في داخِلِ  مَنزِلي  ..... غَمَرتَها   مَحَبٌَةً وحَنان


بقلمي


المحامي  عبد الكريم الصوفي


اللاذقية     .....     سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سؤال لمصر بقلم يوسف عطاالله

بمناسبة اعياد اكتوبر المجيده  ================== سؤال لمصر كلمات / يوسف عطاالله  سألونى فين يامصر حرب الدماء جاوبت بفخر حربى تعمير الصحراء ا...