هُدى والشفق
هادي صابر عبيد
............
.
كُنا أطفالا نلعبُ في الطُرُق
تحملُنا الرِقة وعقولٌ نزق
.
كالعصافير على غُصنٍ تُزقزق
تارةً ألحقُ بِها وتارةً بي تلحق
.
باتت أرواحنا ببعضها تلتصق
وما كُنا نعلم معنى العِشق
.
بتنا والزمن في الكِبر سبق
وعلى صدرِها الرمان انبثق
.
كأنها نجمٌ تُنيرُ دربي في الأُفق
ولِبُعدها كأني في ليلٍ غسق
.
رحلت ولرحيلها بِتُ قلق
كأنها القلبُ من صدري انفلق
.
أُغازلُ فيها البدر في الأُفق
بحبال الشوقِ لفُراقِها أختنق
.
لزيارتها الأكاذيب لأهلي أختلق
خجلا من أهلها النظرة أسترق
.
أراها ومن عيونها أستمد الرمق
تعود الروح لصدري وتنبثق
.
آخر لقاء بيننا الغُراب نعق
ثلاثون عاما من عُمري احترق
.
تائهُ في البراح غربا وشرق
وعلى أطلالها بالأمل أعتنق
.
هُدى
رأيتُكِ كما البدرُ في الأُفق
نلتِ من البدرِ ألقا واللبق
.
ما كُنتُ أعلمُ سيقتلُني العِشق
وأني في بحر حُبُكِ غريق
.
أنا في الظلام وأنتِ الشفق
عيونُكِ النور وشهدُكِ الرمق
.
يا عطر الياسمين والحبق
أنتِ الجمال سبحان الذي خلق
.
عتبي على القدر الذي فرق
ودروب الوصلِ بيننا غلق
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق