السبت، 22 مايو 2021

إذا ما غابت راحلتي بقلم عصام حسيني مدين

 (( إذا ما غابت راحلتي ))


بقلمي / عصام حسيني مدين


.....................................


إذا ما غابت راحلتي فالأمل وليد


والعهد جدير بالتمجيد


يكفيني أنك نبع من شرياني


سكناك أوردتي وجداني


يكفيني أنك صوت لا يشبعني


فأنا المشغوف إلى التحنان كما الظمآن


أتطور في شرنقتي كي أثقبها


لأعوض عمرا كنتُ بطيئا في محياه


وأحادث فيك عقلاً راجح لا أخشاه


كم أدعوا ربى كل صلاه


أن يجعلنا قلباً واحد لا قلبين


جسداً واحد لا جسدين


فهلمِ كي تقترضي من أفكاري


ما يجعلنا مؤتلفين ما يجعلنا ممتزجين


ما يجعلنا في أشياء مختلفين


فأنا أحيانا قد يقتلني ما يتكرر


فالملح أجاج يا فاتنتي إن لم يتبعه طعم السكر


هيا افترشي كل العالم بالأزهار


واندفعي نحو الجدول كي تطفوا


من جراء الماء خطوط النار


كي تصهر في أعماق المارة


ما يمرضها من أقذار


فليغتسلوا من أوهام لا تتركهم ليل نهار


اندفعي نحو السد بعيدا وأطيحيه


و أريقي من ضوئك شمس


و ليجري الماء كما الشلال


فلتندفعي في أمواجه حين يسود الموج خطوط ظلال


وافتعلي قصة حب ليست مكتملة


وليدخل كل الناس سريعا إلى كوكبتك


امتثلي إن كان الخير يضوع كما الأنوار


وانفعلي إن كانت نفسك تستشعر في الكون شرور


سيدتي انتظري بضعا من أعوام


فأنا قد عشت أوارى الظلمة بالأحلام


فالحلم سريعا ما يتضاعف في وقتين


حين تطوف الدمعة حينا بالعينين


وحين تعود البسمة شوقا للإنسان


فالحلم سلاح للمكلوم على الأحزان


يا سيدتي انطلقي نحو الشجر الصامت فاحتضنيه


والقي من شوقك في سكناه حين تريه


وابتسمي إن كان جريح فالبسمة بعد الجرح تُريح


وانتبهي حين وصولك بيت المقدس أن تغتسلي


و أقيمِ صلاتك في المحراب


ولتقصِ أجساد الموتى


ولتقتلعي زمان الغاب من الألباب


ولتبتلعي طعم الغربة من أوصال باتت تشكو دون جواب


واحتضني أما قد ثكلت ما كان لديها من الأبناء


ولترمي سهامك يا سيدتي كي تقتصي من الأعداء


وتواسي شيخا مذعوراً قد أضناه غياب ضياء


واختاري أذيال الخيبة أو رمل تكسوه دماء


واقنع أنك لن ترضي إلا ما كتب على الشهداء


فتعالي نستبق اللقيا ونحاور فينا الأصداء


بقلمي / عصام حسيني مدين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

آية البدء بقلم عبدالرزاق البحري

  ٱية البدء ذابلة أمنيتي أرقها... ظل الخراب هدها ليل الهوى فاحترق الشذا في... مدن الغياب الشاعر  : عبدالرزاق البحري      تونس