عيناكِ وطني
أين يذهبُ
مَن لا وطن له
خارج عينيكِ
أين يذهبُ
لا المكان يحتويني
ولا شيء فيه يعجبُ
حتّى الجوّ مشحونٌ ، غاضبُ
أطياف تبرق، و ترعد
وأخرى عيونها تمطر
ينخرها الألم و يطنبُ
في كلّ زاوية طيف
لبائعة الكبريت
على ثلج مشاعرنا
ميّتٌ، متصلّبُ
بمدخل الحيّ
سمع الذئب يعوي
وشوهد وجهه
بدماء العذارى مخضّبُ
حتى أطياف مَن خلناهم مصابيحنا
تنكّروا، تقنّعوا و أقنعوا
مَن بحبل النّور تعلّقوا
" أنتم لا محال ميّتون
وإن لم تموتوا ستصلبوا"
فلا تطرديني
خارج بوطقة عينيكِ
فأغتربُ
لي فيهما هويّتي، ذاكرتي
مذ كنت صفر التّكوين
إلى أن مسّني المشيبُ
والقلب بات من شجونه يتعبُ
دثّريني، دثريني
فالحزن تقمّصني
سكن كالبرد عظامي
صار معي عنكِ يكتبُ
والرّوح تَتَحَشْرَجُ في حنجرتي
ترنوا إلى عالم بلا أقنعة
لا شيء عنها يحجبُ
يا عروبةً ضاعت
بين سمسارٍ و منافقٍ
وجاهلٍ أحدبُ
كالطّبل لا ينطق
إلاّ حين يضربُ
يا عروبةً إستباحت جسدها الأمم
دون أن يرفّ جفنٌ
أو يعلو -كما في الماض- الشَّجْبُ
فلازلنا نتنازع رعونتنا
بطن فولانة منتفخٌ
أتراها بنتٌ أم ولدُ
أتراه إبن فولان
أم ليس له أبُ
تبّا لعقولٍ فارغةٍ
أتى عليها الصّدئ
متى من سباتكم تستفيقوا
أهلكتكم المجالس و الطّربُ
و أعمتكم الشّهواتُ
من المال و الغواني والذّهبُ
لله درّك يا عروبتي
لله درّك يا عروبتي
ما شهد التاريخ هواننا
ولا بكى مثلنا شعبُ
ولا نهبت خيراته
ولا شرّد أطفاله
ترى أطفالنا فيما أذنبوا
آه يا عروبتي
آه يا عروبتي
أين يذهبُ
من لا وطن له
خارج عينيك
أين يذهبُ
بقلمي أنا: حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق