بنو البشر
أفسدوا كل جميل
الحديقة الغناء
التي نتسامر فيها
ألقوا بها القمامة
وتبولوا فيها
الفوانيس العتيقة
التي تزين المدينة
رموها بالحجارة
فٱختفى ضوءها
صابة القمح
التي مررت بها
منذ أسبوع
قرب قريتنا
شماتة ونكالة
تم حرقها
شجرة التوت
التي خلف جدار
منزل عبد العظيم
يتوافد عليها الصبية
كل يوم
ولم ينعم ولو صيفا
بثمرها
الحافلة العمومية
التي تقلنا
من مدينة إلى مدينة
ولم يمض على ٱشتغالها
شهر واحد
تعالوا وٱنظروا بأعينكم
كيف أصبحت حالتها
صندوق البريد
أمام مكتب البريد
عصروا فيه الطماطم
ففاحت كالخمر
رائحتها
النظارات الشمسية
ذات العلامة المسجلة
للأستاذ الجديد
خدشها الطلاب حسدا
حتى لا تبدو أنيقة
وهو يلبسها
لم يسلم
أي جميل
من الأيادي العابثة
والقلوب الفاسدة
التي ظهرت البغضاء
على وجوه أصحابها
ولولا أن أوصتني
حبيبتي
أن أنتبه إلى
بدلتي الجديدة
وإلى حذائي اللماع
ورشت أذكى العطور
على رقبتي
ووضعت ياسمينا ونرجسا
في جيب ميدعتي العلوي
وهي تبتسم
لألقيت سلامي
على الدنيا
وعلى أهلها
الشاعر التونسي نزار المليكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق