الأحد، 27 يونيو 2021

المتشرد بقلم ثروت مكايد

 المتشرد 


كان حلم حياتي منذ الطفولة أن أصبح متشردا ، ولا أدري لم ! . لعلني حسبتها مهنة أو وظيفة محترمة وكان أبي يضحك حين أقول هذا ، والضحك علامة الرضى ثم مرت الأعوام  وأصبحت متشرد آفاق لا أمل من السير في الطرقات وقراءة الكتب أو قل متشرد فكر ..

والحق أني لم أترك فلسفة في دنيا الناس إلا وأتيت عليها وغصت في دنيا الأدب وعوالم البحار والحشرات والأفلاك دون كلل أو ملل ودون أن تكون غاية سعيي أن أصبح نسخة من كتاب أو كاتب فكم من الكتب والكتاب لفظتها ، وألقيت بها في عرض الطريق حين بان لي خطل فكرها ، وضيق عقل كاتبها دون نظر للهالة من حول الكاتب أو الكتاب فلطفي السيد - مثلا - وهو أستاذ الجيل كما أطلقوا عليه لا يساوي عندي بعرة بعير وقل هذا في عشرات الكتاب ممن ينضحون على حياتنا الفكرية والثقافية فأكثرهم دون قيمة تذكر في الميزان الثقافي لو أن ثمة ميزان ثقافة ..

ولم أترك أدب قوم إلا ونهلت منه حتى خرافات الهنود الحمر وحكايات الإسكيمو ..

وأظنني تشربت النسبية لأينشتاين حتى وجدتني ذات مساء بعيد أكتب ملاحظات حول النسبية وما بعدها معرجا على فلسفة الكوانتم ناظرا لدقة الناموس في الحياة والأحياء ..وحين تكل القدم أرتكن إلى جدار واضعا ساقا فوق أخرى غير عابيء بما يخوض فيه الناس من صراعات حقيرة حتى إنهم ليتقاتلون من أجل منصب رخيص أو مال زائل ولعله لو عرض علي ملك الأرض كلها ، لرفضتها ساخرا ممن عرضها علي ..

نعم لا أحمل في حافظة نقودي غير دراهم معدودة وقد لا أحمل من دانق واحد إلا أنني لم أشعر يوما بالفاقة رغم أنني لا أملك حتى الآن كوخا من حطب يضم جسدي ولا أملك من حطام الدنيا من شيء اللهم إلا روح المتشرد داخلي لازالت يقظة ولو قيل لي من أنت ، لأجبت دون تردد : متشرد .

              

ثروت مكايد .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الموءودة بقلم محمد جعيجع

  المَوْءُودَةُ  : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ  مَوْءُودَةٌ أَنَا .. أَنَا مَوْءُودَةْ ... وَ الْأَهْلُ عَيْنٌ فِي الْكَرَى مَشْهُود...