الثلاثاء، 1 يونيو 2021

من ذكيات الشباب بقلم حمدان حمودة لوصيف

 قصائد الطّير (من ذكيات الشّباب) 

رتّل عليّ قصائدي وحنيني

يا طير، صُمّ النّاس عن تلحيني

رتّل عليّ، ففي غنائك نفحة 

 تنشي الفؤاد ونغمة تحييني

قد صُمّ أصحابي وران عليهمُو 

صمت القبور فلا خليل يعيني

وتفرّقوا أيدي سَبَا فكأنّما 

 خمر الفؤاد أماتهم في الحِينِ

وكأنّما لفظي رماهم مرّة 

 بالجهل فاربدّوا إزا تلقيني

وكأنّ أبياتي صخور دُحرجت 

وعلى نهاهم سُلّطت ، ترثيني.

ها في نشيدك جئت أدفن مهجة

وحثالة من عالم ممحونِ

ما بين عشّك والزّهور تناثرت

 زفراتي الحرّى وخمرة عيني

ها فوق مسرحك النضير قد ارتمى 

 جسمي المُعَنّى واهيَ المكنونِ

نبذت عقول النّاس ليلى خاطري 

 وبَدَوْا سُكارى بينهم بجنونِ

وأراق بعضهمو كؤوسًا جمّة 

 قد أُترعت قدّمتها ، وقلَوْني

فتعالَ نسكرْ بالهيام فإنّني 

 زرت الرّياضَ بأكؤسي وحنيني

ضاق الفؤاد بسرّه فتغنّ لي 

 علّ الغناء بنفحة يسليني 

علّلت نفسي بالعزاء فلم يجد 

 نَفَسُ العزاء طريقَه لشجوني

ونفخت في نار الغرام فلم أجد 

 إلّا رمادًا باردًا يؤسيني

وسكبت في سمع الأخلّة بعض ما 

 حمل الفؤادُ فهاجه تلحيني

سلْ عنّيَ الأجواءَ إذ تلهو بها 

 وتهيم فيها لوعتي وحنيني

سل عنّي الزّهر الذي قرّت به 

 عين الورى ولثمته من حين

سل عني الغصن الذي تشدو له 

وسل الرّياض وزهرة النّسرين 

يخبرن أنّي قد أسلتُ حشاشتي 

 سكرًا لهنّ سكبتها من عيني

آه، وداعا ، قد شكتني عقرب

في ساعتي بدوارها تحدوني

ها قد تركت على فنائك قطعة 

 من شجوتي لتعيدَها من دُونِي.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

خاطرتها والحياة بقلم عواطف فاضل الطائي

( خاطرتها والحياة) ما الذي نلته من الحياة وما جنيته؟ وتبقى تحتفظ بينبوع ذكرياتها كلوحة على غلاف كتابها وتغسل جرحها الغائر في الأعماق وتتساءل...