جَمَلُ السَّانِيَة
مَأالِي أرَاكَ حَبِـيـسَ البِئْـرِ يَـا جَـمَـلُ؟
لا العِتْقُ يَحْدُوكَ،لا الإيمَانُ، لا الأمَلُ؟
مُغَــمَّـضَ العَـيْـنِ، مُــقْـتَادًا عــلى مَـهَلٍ
أحِرْتَ؟ أمْ شُعِّبَتْ في فِكْرِكَ السُّبُلُ؟
تَضَـاحَـكَ الصِّبْـيَةُ الزَّاهُـونَ في جَـذَلٍ
وأنــْتَ حَــــيْـرَانُ لا عِــيـدٌ و لا جَــذَلُ
تَسْقِـي الـخَـلاَئِـقَ مَـاءً سَائِـغًا ثَـلِـجًا
وأنـْـتَ ظـَــمْآنُ ،لا طـَــلٌّ ولا بَــــلَـــلُ.
عَـجِـبْت مِنـك، مَحْـبُوسًا ومُكْتَـنِـزًا
لَحْــمًـا وشَـحْــمًا ولا يَنْتَـابُكَ الـمَلَلُ؟
تَـجْـتَـرُّ في دَعَـةٍ، تَـخْتَالُ مُعْـتَـدِلاً؟
فَأيْنَ مِنْـك اخْتِيــَالٌ أيُّـهَـا الجَمَــلُ؟
مَكَانُكَ البِيـدُ في الأسْفَارِ تَقْـطَـعُهَا
وتَحْمِلُ العِدْلَ حِين اللَّيْلُ يَنْسَـدِلُ
مَعَ الـمَهَـا والقَطـَا والرِّيـمِ مُنْـتَعِـشًا
بِالشِّيـحِ، تَرْغُو على أعْطَافِك الإبِلُ
تقُـودُهَا بالـحِـدَا و الشِّعْــرُ مُلْهِمُها
وطَلْعَــةُ البَـدْرِ هَلَّتْ كُـلُّـها أَمَـلُ.
* * * *
إِنِّـي لأرْثـِي لِـحَـالٍ لسْتُ ذَائِـقَـها
لكنْ بَرَانِيَ مَنْ في العَيْشِ قَدْ قُتِـلُوا.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق