الأربعاء، 14 يوليو 2021

قصة الشريط الأحمر بقلم رشاد على محمود

 قصة قصيرة ( الشريط الاحمر) ٠٠


 دراستهما الجامعية هي من مهدت لإحدى قصص الحب الجميلة والرائعة على الرغم من أنهما كانا أبناء حي واحد غير متجاورين ، كانت قصتهما تضاهى قصص الحب والتي سجلها لنا التراث العربى ، الإختلاف الوحيد بين هذه القصص والقصةالتي نحن بصددها أنها كُللت بالنجاح فما أن إنتهت دراستهما الجامعية وبعد سنوات قليلة وبمباركة الأهل تم الزواج؛ وما هى إلا شهور مرت علي زواجهما وكان المحبوب الزوج او الزوج المحبوب عائداً من إحدى رحلات العمل وتنامى إلي سمعها أنه توجد حادثة قطار إنقلبت إحدى سياراته وأن زوجها أحد المتوفين وأسرعت تعدو كالمجنونة، فقد كانت قضبان السكك الحديدية تمر بالقرب من الحي الذي نشئا وتزوجا ايضاً فيه فقد كانا يقطنان في إحدى البنايات القريبة من منزليهما لأبويهما وما أن بلغ وصولها السكة الحديدية وهي تعدو بجَوارها واكتشفت الحادث ، كان حبيبها فاقداً إحدى ساقيه وتمر بشريط  دماء احمر فوق شريط السكة الحديدية ، وبعد مرور اسبوعين علي هذا الحادث الأليم وكانت قد تعافت من أثر الصدمة وقررت أن تحافظ علي جنينها أو حبيبها الاول والثاني او الاول والثانية؛ وبالفعل اثمر حملها عن طفل جميل؛ قررت ان تهب حياتها له وبالفعل عاشت راهبة له؛ وكان في فترة دراسته الجامعية وياللعجب بنفس الكلية ونفس قصة الحب ، الشيء الوحيد الذي يجعلها تختلف قليلا ان محبوته والتي هي غارقة في حبه تماماً مثله بل واكثر ، من علية القوم فقد كان والدها احد القيادات في الوزارة البوليسية ٠ وقرر التقدم للزواج من محبوبته بناءاً علي طلب محبوبته ومشورة أمه؛ وسرعان ما جاءه الرد بالرفض .، وعلم الاب بإستمرار اللقاءات السريه البريئة؛ فعرض الأمر علي أحد مساعديه المقربين والذي في نفس الوقت هو صديق له فاخبره بانه لايهتم للأمر ولاياتي علي خاطره اي نوع من انواع (القلق) فارسل مجموعة من أصحاب القلوب الغليظة ، وقاموا بإحضار الشاب المسكين وتعذيبه وذلك بعد ان جردوه من كل ملابسه كما ولدته امه وقامَوا بتصويره في اوضاع مذريه ومهينة كالسير مثل الكلاب وان يسمي نفسه باسم إمراه ، كعادة الأساليب القديمة الحديثة في التعذيب والسائدة حتي زماننا هذا وهددوه بنشر هذه الصور وفضحه ان هو اقدم علي مقابلة من يدعي انها حبيبته؛ وسرعان مانقلوه وتركوه ملقي علي الارض فاقداً للوعي ٠ ذًُهلت الأم المكلومة في إبنها والذي لم يتعافى الا جسده وأصبح يتصرف بل ويلهو كالأطفال؛ يا للحسرة الشاب اليافع الوسيم وكأنه عائداً للتو من روضة من إحدى رياض الأطفال فهو قد عاد للخلف لأكثر من عشرين عاما ويرتمي في حضن أمه؛ يسعدها ان يرتمي في حضنها ولكن يوجعها ان يطلب أشياءاً تخص الأطفال وعليها أن تتألم في صمت؛ بل والا تسقط دموعها فكم تألمت مرات عديدة عندما كان يرتمي في حضنها وتأخذها غفوة من النوم؛ فتستعيد ذكريات شبابه فتتساقط بعض حبات الدموع الساخنة مما تجعله يستيقظ فزعاً من حجرها مما يجعلها تتألم أكثر؛ وكان طوال الليل يظل يهذي بكلمات وفي إحدى الليالي تسلل لا يلوي علي شيء الا أن قدماه ساقته الي السكة الحديدية في نفس الوقت الذي َكان فيه أحد القطارات القادم  من الجهة الأخرى وظل صوت القطار يصيح به وهَو غير آبه له؛ وسبحان الله يكاد ان يكون نفس مكان والده وبنفس كيفية الشريط الأحمر من الدماء؛ وفي هذه المرة كانت الأم تعدو وهي تسابق الريح؛ وكانت وخزات الألم في فؤادها تكاد تطير بها لكي تصل لترى ماذا حدث لفؤادها تعافت الأم من صدمتها الثانية وأصبحت إنسانة عادية إلا من أمر واحد؛ ما ان تجد شريطاً أحمر لاحد من رجال الشرطة والذين يحملون على اكتافهم شريطاً احمر الا ان تصرخ وتظل تصرخ وهي تردد الشريط الأحمر الشريط الأحمر ٠ وتظل تجهش حتى تغرق في البكاء وتظل تهذي ببعض العبارات الغير مفهومة حتى تستفيق وكأن شيء لم يكن ٠٠٠

قصه بقلم القاص والشاعر رشاد على محمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...