يقول رسل : " إن ذوي العقول الراجحة لا يبالون بالسعادة ، لاسيما سعادة الآخرين .. " ، وتمنى برتراند رسل فيلسوف إنجلترا الكبير أن يصاب كل جيل من أجيال البشرية بما أسماه " الموت الأسود " حتى يقضي على كثير من الجيل ومن ثم يعيش البقية سعداء منعمين ..كانت تلك نظرة الفيلسوف وأنه لكي تكون سعيدا فلابد أو قل فلا مانع من إتعاس الآخرين ولو بالموت الأسود وتلك نظرة قاصرة من الفيلسوف الكبير وعلل قصورها من الكثرة بحيث لا يستوعبها كتاب لا خاطرة كتلك التي أكتبها على أني أذكر لك - أي قارئي - علة واحدة من هاتيك العلل ألا وهي النظرة للحياة كمادة أو قل عدم رؤية الآخرة وكم هو فقير من ينظر للدنيا بمعزل عن الآخرة ..
إنه ساعتها لن يشعر بالآخر بل سيمقتهم مقتا ومن ثم نفهم سر قول جان بول سارتر : الآخرون هم الجحيم ..
وفي ثقافة الغرب أن الإنسان هو ذئب الإنسان لكن ثقافتنا الإسلامية تجعل حبك للآخرين عبادة ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، بل يصل الأمر إلى : " لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ، و : " كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " ..وعشرات بل مئات النصوص التي تجعل من الناس لحمة واحدة أو جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما جاء في الحديث ..
إن ثقافتنا الإسلامية لا تفرق بين غني وفقير أو أسود وأبيض فالكل سواسية لأن الكل من آدم وآدم من تراب ، ولعلك تقول : وأين هذا من واقعنا الذي يئن بالجراح ولا يسلم فيه جار من جاره أو قريب من قريبه بل إن مسلم اليوم ليتفنن في الإيقاع بجاره وقريبه بل نسر بما يصيب غيرنا من كيد ونكد وأقول لك ما قاله الإمام علي رضي الله عنه : " لا تعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف أهله " ...............ثروت مكايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق