(( مرثية الوفاء))... إلى روح صديقي العزيز الشاعر الدكتور محمد سعدون عبيد
لماذا اخترتَ الرّحيلَ؟
ولم تفكرْ بأوجاعِ الغيابِ
لماذا تركتني وحيداً بهذا العراءِ
واخترتَ أن تسيرَ وحدكَ
بهذا الطّريقِ بلا رفيقٍ
هل فتنتَ بالموتِ والمجهولِ
أمْ تراك ضقتَ بالحياةِ؟
يا أيّها المكتظُ بالعشقِ والنّدى
يا أنيقَ الحزنِ
يارفيقَ الدّربِ والهوى
ألمْ تعلم بأنَّ في اللقاءَ شفاءٌ
الآنَ استحضرُ شريطَ الذّكرياتِ
وتخنقني الدّموع
وتشنقني العبرات حتّى الرّمقِ الأخيرِ
آهٍ يا صديقي
أريدُ أنْ أخرجَ من نفسي
واصرخُ بوجهِ الرّيحِ
أريدُ أنْ انتحبَ مثل سماءِ الشّتاءِ
واغلقُ بابي أمامَ الآخرين
أريد أنْ أضيعَ في الطّرقاتِ
لعلي أراكَ مع العابرين
أريدُ أن اسقطَ على كفّيكَ
مثل أوراق الخريفِ
فالرّوحُ تاقتْ لوجهكَ الأسمرِ الخجولِ
قال لي ذات يومٍ
لنا موعدٌ وغابَ
مثل شعاعٍ مطفئ الأحداقِ
باهتُ البريقِ
وانسلَّ بخطواتهِ كذراتِ الضّبابِ
وتلاشى في المغيبِ
..............
غزوان علي
9/ 7/ 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق