شجرة التّوت // حسن ماكني
اليوم
وأنت تعبرين بين حنايا الذاكرة
صادفتني شجرة التّوت
إلى الآن مازالت هناك
هناك
ما زالت تعانق سور المدرسة
صغارا كنّا تحتها نلهوا
على شدو العصافير المهاجرة
وكنت تحبّين التّوت الأسود
وبحبره غير مباليّة
في ذاك المساء
والطّقس مطر
تسلّقت شجرة التّوت
حين رجوتني أن أقطف لك أوّل الثّمر
غصن هشّ
ما تحمّل شقاوتي
مال
وانكسر
زلّت قدمي
فسقطت سقوطا حرّا
تألّمت
وكم بكيت
كم بكيت بكاءا مرّا
أذكر أنّك مسحت الدّم النّازف من مرفقي الأيمن
وقبّلتي جرحي
راجيّة أن أغفر
تذكّرت
تذكّرت
يا إلهي
جرحي إلى الآن
مازال ينزف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق