الاثنين، 5 يوليو 2021

ولادة ‏روحية ‏بقلم ‏أ. ‏غسان حمدي‏

ولادة روحية:
عندما أحدق في ملامح وجهي ..
أرى مستعمرات من الأشواق 
وتضاريس للخيال والحنين المشرد 
عندما أحدق في ملامحي وجهي 
نقتسم جمالنا العفوي ولغاتنا الغزلية 
وجغرافيا الحلم المؤجل في برد الظلام 
وحر الكلام في صدورنا وحبر الأقلام 
عندما أحدق في ملامح وجهك أرى نفسي ...
غائبه حاضره في كل شعري 
أرى تاريخنا الأندلسي وقلق الموشحات 
دالية العنب وسياج الروح في أديم المكان 
نداء الغياب... بقايا الرماد لسمر الشتاء 
وفتوة الدهر في صدري وصدور الأصدقاء 
عندما أحدق في ملامح وجهنا ...
اتسلق الأوقات أصعد تبة الموت 
أرمي بقلبي في أنفاس الشوق والخوف 
أخجل من ضحايا الحروب وعذاب الربيع 
ولدنا أكثر من مرة ...ومتنا كثيرا كثيرا 
ولدنا بحضرة الغزاه ...
سمعنا الصدى لصهيل الخيول 
وحنبعل يحاول أن يعبر الهملايا 
وروما تنتظر الهزيمة وتروي الرواية 
ولدنا بالقرب من عكا ...
وقد ضرب البحر الحصار 
وأحكم الفرنجة قبضتهم على الأسوار 
فزعنا من صرخات الجنود ...
وأصوات المدافع وأجراس القيود 
ولدنا في الطريق بين مكة والطائف 
راينا صلوات الملائكة ودعائهم للموحدين 
والروح تنآى عن السنين في سجود الخالدين 
ولدنا على أسنة الرماح تغرز في جسد أسبرطة ...
 وتتلون بدم الفرس والبرتقال 
والزهر يحمر ويخضر بدم الرجال والخيال 
ولدنا كثيرا والوقت تابوت لتاريخنا الروحي 
ثورة لمشهد الموت البحري والبحر سر العبور ...
وكاميرا هوليود المختبئه في ذهن المؤلف تصور وتكور ...
صريخ الموت وغرق السفن... زفير الأمواج 
وشهيق المكان في صدر الزمان ...
وانزالات النورمندي وسقوط الجنود 
ألف انفجار والأشلاء طعام للورود 
والريح تدفع مراكب التحالف ...
تحرير باريس حق والباطل خائف 
ولدنا مع الموت وولد الموت قبلنا ...
كلما ولدنا متنا وكنا في النقائض نرادف 
نجمع حسنا من وعي الحرف العتيق ...
آثاث التايتنك... غزل المعلقات ...
وروما تعد السبيل بخطى الحسناوات 
الحرب فكرة والطريق أموات 
والمنتصر مهزوم والنصر كلمات 
لم ننتصر ولم ننهزم وانتصر الزمن 
لم نموت ولم نحيا ويبقى الشجن 
فاحت رائحة الموت وفاحت روح الحياة 
أزمنة تسلم أزمنة رايات الولاة 
وموت يسلم حياة موت الأحرار والغزاة
ولدنا مع الموت وكان الموت فينا نجاة 
وولدنا لآلى نموت...
 ويبقى التاريخ يأخذ فينا عزاه 
ويسير الصوت من مكان لزمان ...
ويسير الشعراء في خطى صداه 
لن تهدموا الوقت ولن تهدموا جدران الموت 
والناجي الوحيد رؤانا في رؤاه 
بقلمي ...
أ.غسان حمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...