السبت، 3 يوليو 2021

سحب الظلام وغمرة الأحزان بقلم حمدان حمودة الوصيف

 سحب الظّلام وغمرة الأحزان... (من وحي عيد مهجّر في مُخَيّم) 

سُحُبُ الظَّلَامِ وغَـمْرَةُ الأَحْزَانِ 

هَـزَّتْ نُـهَـايَ بِـمُؤْلِمِ الأَحْزَانِ

وتَذَكُّرُ الأَحْبَابِ زَادَ فَهَاجَنِي 

في لَيْلَـتِـي، فأُسِيلَ دَمْــعٌ قَــانِي

في لَيْلَةِ العِيدِ "السَّعِيدِ"، وذِكْرُهُ

سَـرَّ القُـلُوبَ بِـمُــبْدِعِ الأَلْـحَانِ

نَسَجَتْ حُرُوفِي مِعْـطَـفًا رَزَحَتْ بِهِ 

 رُوحُ اصْطِبَارِي ، مِعْطَفَ الأَحْزَانِ.

جَـنَّ الدُّجَى، فَـأَتَـى لِـقَلْبِي بِالضَّنَى 

وسَعَى لِـغَيْـرِي بِالسُّـرُورِ الهَـانِي 

فَسَهِرْتُ أَنْقُدُ سَهْمَ دَهْرِي أَدْمُعًا 

وأُدَافِـعُ الأَحْــزَانَ، وَهْـيَ دَوَانِي

وأَتَاحَ غَيْـرِي لِلْمَسَـرَّةِ عَـالِمًا 

نَقَدَتْ مَزَارَهُ ضِحْكَةُ الأَقْرَانِ


يَا عِيدُ، يا نَفْحَ الـمَسَرَّةِ والهَنَا

هَا لَيْلُكَ الدَّاجِي الطَّوِيلِ شَجَانِي

قَدْ طَالَ حَتَّى خِلْتُ أَنَّهُ أَدْهُرٌ 

 واسْوَدَّ حَتَّى تَاهَ فِيهِ كِيَانِي

فِيـهِ تَعَـالَتْ لِلسَّـمَاءِ مَسَـرَّةٌ 

 تُنْشِي النُّجُومَ، بِفَرْحَةٍ وأَمَانِ...

وبِـهِ تَـعَـالَتْ زَفْرَتِـي بِـأُوَارِهَا

تَشْكُو النُّجُومَ تَوَجُّعِي وهَوَانِي.

فِيهِ احْتَمَى الخِلُّ الضَّعِيفُ بِخِلِّهِ 

 وذُوُو الفَتَى غَمَرُوا الفَتَى بِحَنَانِ

وبِهِ احْتَمَى بِي شَوْقُ مَنْ أَنَا ذَاكِرٌ 

 وبِـعَـادُ أَهْلِي فَارْعَـوَتْ أَحْزَانِي

فِـيـهِ أَنَار الـحُبُّ قَـلْـبَ مُتَـيَّـمٍ 

لَقِيَ الحَبِيبَ، فَمَاد كالسَّكْرَانِ

وبِهِ تَكَالَبَتِ الهُمُومُ عَلَى الحَشَى 

وتَلاشَتِ الأَفْـرَاحُ في أَحْزَانِي 

فِيهِ قَدِ اجْتَمَعَ الصِّحَابُ بِأَهْلِهِمْ 

 وبِـهِ بَكَتْ أُمِّي لَدَى فِقْدَانِي

يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَيْرِ أُمِّي فَـرْحَةٌ 

 ولَـهَـا دُمُوعٌ أَجْهَشَتْ إِخْوَانِي.

يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَيْرِ قَلْبِي شُعْلَةٌ 

ولَـهُ ظَـلَامٌ حَـالـِكُ الأَرْكَـانِ.

يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَيْرِ عَيْنِي قُرَّةٌ 

ولَـهَـا سُهَادٌ، مَا رَأَتْ عَيْنَانِ.

طَالَ التَّقَلُّبُ في الفِرَاشِ وإنَّنِي 

بَيْنَ الأَخِـلَّةِ، سَاهِـرُ الأَجْفَانِ.

هَا قَدْ هَزَمْتَ، مَعَ التَّعَلُّلِ، خَاطِرِي 

 فَارْحَمْ، سَأَلْتُكَ، لَسْتُ لِلأَشْجَانِ.

إِنِّي ضَـحِـيَّـةُ ظُلْمِ مَنْ أَنَا أَشْتَكِي 

 للهِ جَـهْـلَـهُ قِـيـمَةَ الإنْسَانِ ...

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

خواطر : ديوان الجدّ والهزل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...