وقفت أمام المرآة انظر لنفسي ببلاهة وكأنني ممثلة مبتدئة تجرب
كيف تقف أمام الكاميرا ..أعدل شعري المتشابك ..أبحث عن بعض أدوات الزينة، بحركة سريعة غير مبررة أغطي وجهي بلون أفتح درجة من لون بشرتي، اضغط تحت العينين ،أتأكد من اخفائي لأثار أعوامي الثلاثين، ثم بآلية أتناول فرشاة "المسكرا" ارفعها أحاول تثبيتها على رموشي، ومن ثم أنفض على علبة "البودرا" لأجعل الخدين حمراوين..، وبعدها أجعل من لون شفاي كقطرة دم أحمر..ارتديت فستاني الأسود الملقى على سريري، وأرتديت الكعب العالي.. ،ثم جلست مرة أخرى أمام المرآة وأنا أتناول المساحيق والإكسسوارات بهدوء وكأنها أقراص لإعادة الشباب الذي سلب، وتاه بين طيات الحياة والعمل اما الجمال فما زلت جميلة لحتى الآن لكنني لم أهتم بنفسي ..، انتهي من رسم وجهي كلوحة فنية جسدت بريشة فنان، ..وكانني ابنة العشرين.. أؤكد انني بلا مساحيق كنت أفضل بكثير؛ لكن الرجال يفضلونها ملونه مزينه أقصد مزيفه شيئا من هذا القبيل...ثم أتمتم بكلمات غير مفهومة أوجه راسي بشكل مائل وأخفض بصري للاسفل..يهيأ لي أني سمعت رنين هاتفي أسير ببطئ وكأنني أحمل هموم الدنيا ارفع السماعة اذا بصوت مرتفع يقول لي اذا كنت لم تنوي الحضور لماذا لم تخبريني بذلك أحرجتني مع كذا متقدم لك و....ابتسم..تتسع ابتسامتي.. ألقى براسي على الصوفه المريحة ..يجدر بي تناول فنجان من القهوة وقرصا مهدئا، دبابيس الشعر تؤلمني، والمساحيق تحرقني ..
#بقلم:نسمة الحرازين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق