مرثية: وداعٱ عمي.
بقلم عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.
لا يغرنك بالدنيا الغرور
هي وهم في وهم.
مجرد جسر عبور
من وجود لعدم.
بدر العمر غدا محاقٱ
يتأهب لرحيل قادم.
وهلال الصبا له طيف
ومجرى حنين بالدم.
ليس رجمٱ بالغيب قولي
وليس معصومٱ من اللمم.
إنه همس تجربة حياة
يبوح بها نبض قلمي.
واليوم أودع حبيبٱ
وكأنه ما سعى بقدم.
عنقود السلف اليوم انتهى
ٱخره الراحل عمي.
المهدي بالهدي اهتدى
نبل سجايا و فيض قيم.
هول الموت يخرس اللسان
ينعقد صلبٱ كالعظم.
و تستبدل اللغة دموعٱ
كأنك في وسن أو حلم.
صفعة الرذى أشد. و أقوى
من أي فصاحة أو علم.
والدمع لا يتكلف فصاحة
بليغ البيان في الحسم.
صلاة الجنازة على رجل
نادى المنادي بلا إسم.
طوي الإسم مع صاحبه
حكمة بالغة في الخصم.
نأتي بلا اسم و نمضي بدونه
لقبر كمستودع الرحم.
رمس استضاف الراحل ليلا
والقلوب تعصر من الألم.
بجوار. أبي حفرنا له جدثٱ
شبر أرض نصيب كل القوم.
ونصبت له رجمة عنوانٱ
دليل إقامة ليوم الحسم.
وكان. جواره معه حيٱ
حضن أرومة و كرم.
شجرة العائلة اليوم تعرت
أصابها قوس الرذى بالسهم.
سهم باغتنا بفاجعة
زرعت السم في الدسم.
فلا صفو العيش له لذة
ولا أثر تبقى للرشم.
رشف رحيق فرحتنا
غير بهجة الحياة بمأثم.
وكأن الرذى ينتقم لشرف
ليس لي به أي علم.
نودع جيل السلف بحسرة
دوحة علم و بديع شيم.
ننتظر الدور بقلوب راضية
بقضاء الله و الحكم.
ما من نفس الا و الموت مدركها
ولو كانت كالدرغام الأجم.
نترقب انطفاء شمعة عمر
نصغي لطقطقة الرذى بلا صمم.
رب زاد نعده ليوم لقاء
بقلب سليم و فؤاد شهم.
بقلم عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي
ٱسفي... المغرب...11.7.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق