))))))))))) الخطف خلفاً (((((((((
-الساعة الثالثة صباحاً ..غرفة في مشفى مجاني :
تنطلق آهات عميقة ..تنبعث من سرير إمرأة مسنة ..تشق الصمت الرهيب الذي يخيم على جناح اﻷمراض الداخلية ..تنادي وهي مغمضة العينين :
- توفيق ..توفيق !
ينهض الشاب المتمدد على اﻷرض بجوار سريرها ،يغالب النعاس والتعب واﻹرهاق ..كانت تلك المرة الخامسة التي توقظه فيها أمه من نومه ..يشق سكون الليل بصرخة متوجعة :
- الرحمة يا الله ..!
***
قبل عشرون عاما :
امرأة في مشفى عام تراقب صغيرها المصاب بالحمى ، يدخل زوجها يقبل صغيره ويناديه : (توفيق)
يلتفت إلى زوجته:
-انهضي ونامي عيناك لم تذق طعم النوم منذ اسبوع . الحمدلله لقد تعافى ابنك الغالي .2
تدمع عينا اﻷم وتطلق زفرة طويلة:
-الحمد لله الذي عافاه ..هذا الولد أربيه كل شبر بنذر.
***
قبل عشر سنوات :
أم توفيق تجلس أمام بقالية أبو عبدو بائع اللبن ، تقترب منها العحوز أم هاشم تلقي عليها تحية المساء :يسعد مساك روحي كيف حالك ..أراك تجلسين في الشارع طويلا حبيبتي .
تبتسم ام توفيق :
- وماذا أفعل بالمنزل بعد موت المرحوم ، تعرفين العرسان الجدد يحتاجون للخلوة معا.عقبال ولادك توفيق تزوج ،لقد اخترت له عروسا مثل القمر .
تضحك وكعادتها تطلب ام توفيق الماء البارد من الغادي والعادي .لطول الفترة التي تقضيها في الشارع .وربما طلبت حبة من الفاكهة أو الخضارمن البقال. قبل اسبوع :
حضرت أم توفيق بدت مكفهرة الوجه ، محمرة اﻷجفان جلست على كرسيها المعتاد وقالت يصوت مرتفع ومخنوق كلمة واحدة :
- اتقلعنا .
افترب منها ابو عبدو وقال مستغربا:
- تقصدين طردت من منزلك ..من فعل ذلك؟
- ابني ..قال لي ( هي أو أنت في المنزل ) .
وتبعثرت الكلمات والدمعات دون تمييز من ام توفيق ..لم تستطع مغالبة اﻷلم النفسي المريع الذي أصابها .فغادرت مجلسها بسرعة لتداري حزنها ورغبتها الشديدة بالبكاء.
***
الساعات اﻷولى من الفجر :
الممرضة المناوبة تستمع لشكوى توفيق وتهدئه وتعيد له صوابه :
-ربنا قال في كتابه العزيز :(فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما.)
والرسول( ص) قال : (الجنة تحت أقدام اﻷمهات. )
تأثر بكلماتها ، رغم أنه يعرفها ، نهض كي يراضي أمه ، أمسك بيدها :
-أنا جئت كي أعتذر لك، وسوف أقبل يدك كي ترضي عني .
لكن شغتيه لثمت يد باردة لا نبض فيها.
-----------
بقلمي حسن بابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق