(إبن زياد)
قال له صديقه (الأنتيم) المقرب أنت تعلم يا صديقي بأنني وحيد والديا رحمة الله عليهما وقد تركا لي ميراثا كبيرا؛ ولم أكن بحاجة لروضة الأطفال هذه؛ لولا أنني عرفت بأنها المصدر الوحيد للرزق لبعض السيدات اللاتي يعملن بها ولولا قدوم إبنك طارق؛ فهو إبني كما هو إبنك إبتسم كلاهما إبتسامة عريضة واحتضن كلاهما الأخر؛ مرت سنوات واصبح طارق طفلاً جميلاً بين أطفال مدرسته وكان في اوقات كثيرة يذهب هو لإحضاره من مدرسته وكان يجالسه بجواره في سيارته ويتجاذب أطراق الحديث وينتهي بضحكة طفولية جميلة من كليهما؛ وكم يتذكر ليالي الثانوية العامة ككل الأسر والتي لها إبن أو إبنة في الثانوية العامة وكانا قد إتفقا على أن يجتهد طارق لكي يتمكن من دخول كلية الطب وعليه ان يتسلم مفتاح سيارة أحدث موديل بعد قبول أوراقه وها هو قد اوشك على إنهاء الدراسة في كلية الطب وسوف يصبح طبيب إمتياز كانت بنت صديقه (الأنتيم) مهندسة الديكور الجميلة هي من سيخطبها له فهو يعلم بأنه يحبها في صمت وهي أيضاً رغم تعدد الزيارات اللطيفة بين الاسرتين؛ إرتفع صوت الموسيقى الصاخب فلم يجعله يتمكن من سماع صرخة مدوية تلتها صرخة إخرى ثم عدة صرخات إحداهما ملتاعة والثانية موجوعة والثالثة غير مسموعة و٠ ٠ و٠ ٠ ظلت شقيقته واقفة قبالته لمدة نصف ساعة وهي تراه مرة ضاحكاً ومرة يصرخ منبها ومرة يقهقه من الضحك ومرة مصفقا ولم تدري كيف تتصرف؛ وقررت في هذه اللحظة بأن تخبره لإنها لن تظل على هذه الحالة لمدة عام ولا هو؛ فربتت على كتفه فلم ينتبه في المرة الأولى فضغطت أكثر على كتفه فانتبه هذه المرة؛ فقالت له شقيقته هذه المرة لم يذهب وحيداً يا زياد؛ فلم يفهم وسألها ماذا تعنين يا أختاه؟! لقد وُلد طارق ميتاً مثل اشقاءه السابقين وماتت أمه بعد أن ولدته بخمسة دقائق؛ ولم يكن طارق هذا إلا الحلم الجميل والذي كان يحياه منذ قليل والذي ينتظره منذ مايقرب من عشرين عاما من زوجته الحبيبة فقد كان طارق هو الإبن التاسع والذي يولد ميتاً؛؛؛
قصة قصيرة
بقلم/ القاص والشاعر رشاد على محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق