الاثنين، 20 سبتمبر 2021

عودي ‏لربك ‏بقلم ‏أحمد ‏المنصور ‏العبيدي

(( عُودِي لِرَبِّكِ )) 
بِنَزْغٍ مِنَ الشَيْطانِ أَمْ كَيْدِ أَعْجَمِي 
( تَبَزَّلَ ما بَيْنَ الْعُرُوبَةِ بِالــــــــدَّمِ ) 
( فَلَا ساعِيا غَيْظِ بنِ مُرَّةَ أَصْلَحــا ) 
وَلَمْ يَرْدَعِ الْإِسْلامُ طُغْيانَ مُسْلـــــمِ 
فَمَنْ كانَ مَغْلُوباً بِسَيْفِ اِبْنِ عَمِّـــهِ 
فَوَاللهِ ما نَصْرٌ اِبْنِ عَمٍّ بِمَــــــغْنَـــــمِ 
أَلا قَبَّحَ اللهُ التَّناحُرَ كَمْ بِــــــــــــــهِ 
فُجُورٌ وَبَغْيٌ وَانْتِهاكُ مَـــــــذَمَّــــمِ 
دِيارٌ خَلَتْ لَا أُنْسَ فِيها كَأَنَّــــــــهـا 
سَماءٌ بِلا بَدْرٍ مُنِـــــرٍ وَأَنْجُــــــــمِ 
سَماءٌ بِـــها الْغِربانُ صَفَّتْ نَواعِقاً 
وَقَدْ أَيْقَنَتْ أَلَّا وُجُــــودَ لِقَشْعَــــــمِ 
وَكَمْ حُرَّةٍ هامَتْ بِلَيْلٍ لِـــوَحْــــدِها 
وَما خَرَجَتْ مِنْ قَبْلِها دُونَ مِـحْرَمِ 
تُفَتِّشُ عَنْ فِلْذاتِ كَبْدٍ تَـــمازَجَــتْ 
بِأَحْجــارِ بَيْتٍ كَالْكَثِيـــبِ مُهَــــدَّمِ 
تَطايَرَتْ الْأَرْواحُ تَشْكُـــو لِرَبِّـــها 
وَأَجْسادُها مِنْ غَيْرِ لَــــحْدِ وَمَـأتَــمِ 
أَنا مُذْ نَظَمْتُ الشِعْرَ ما كُنْتُ مادِحاً 
ذمِيـــــماً وَلَمْ أَذْمُمْ حَمِيداً وَأَشْـــــتُمِ 
وَلَمْ يَتَّـــسِعْ لِلْغِيدِ صَدْرُ قَصِـــيدَتــِي 
وَمــا فُتِنَتْ يَوْماً بِجِـــيدٍ وَمِــــعْصَمِ 
وَما كُنْتُ مِـــثْلَ النايِ أَشْدُو مُهَيِّجــاً 
مَواجِعَ صَبٍّ بِالْغَــــرامِ مُتَــــــيَّـــــمِ 
فَجَرْتُ بِأَرْضِ الشِّعْرِ يَنْبُوعَ حِكْمَـــةٍ 
وَيَنْبُوعَ نُصْـــحٍ فِيهِما الرَّيُّ لِلْظَــمِي 
إِذا لَمْ يَكُنْ لِلْخَيْرِ شِـــعْرِي عَقَرْتُــــهُ 
كَعَقْرِ بَعِيرٍ أَرْجَـــزِ السُّــوقِ أَجْــــذَمِ 
أَيُكْرِمُنِي إِيّـــاهُ رَبِّي وَلَـــــمْ أَكُــــــنْ 
مُسَلِّطَهُ فِي الْخَـــيْرِ شُكْراً لِـــمُكْرِمِي 
مِنَ الْعُمْرِ قَدْ أَمْضَيْتُ خَمْسِينَ حِجَّـــةً 
سِوى حِجَّةٍ إِنْ تَنْقَضِ الْعَــدُّ يَتْـــــمُمِ 
وَلَكِنَّها خَمْسُونَ عاماً وَرُبْعُــــــــــهُ 
بِعامٍ بَدا ثُمَّ اِنْتَــــهى بِمُحَــــــــــــــرَّمِ 
وَلَمْ يُشْفَ جُرْحٌ مِــنْ جِراحاتِ أُمَّتـــي 
وَكَيْفَ شِفاءُ الْجُـــــرْحِ مِنْ غَيْرِ بَلْسَمِ 
وَيُفْقِدُها نَزْفُ الْجِراحِ صَـــوابَــــــهـا 
فَتَغْفُو بِحَضْنِ الطّاعِنِـــــنَ وَتَرْتَــــمِي 
فَيَسْقُونَها مِنْ مَكْرِهِمْ ثُمَّ تَنْتَـــــــشِــــي 
وَتَمْكُثُ بَعْـــضَ الْوَقْتِ دُونَ تَــــأَلُّــــمِ 
تَظُنُّ بِأَنَّ الطاعِنِـينَ حُماتُـــــــــهـــــا 
مَتَـى صارَتْ الْآرامُ بِالــضَبْعِ تَحْتَمِي 
فَما هَكَذا يا أُمَّتِي الْبُرْءُ يُـــــــرْتَــــجى 
كَمَنْ يَرْتَجِي إِبْطالَ سِــحْرٍ بِطَلْـــــسَـــمِ 
فَمَنْ يَسْتَعِنْ بِاللهِ فَاللهُ عَـــــوْنُــــــــــــهُ 
وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ لا شَــــكَّ يُعْصَــــــــمِ 
وَمَنْ يَلْتَمِسْ مِمَّنْ سِوى اللهِ عِـــــــزَّةً 
يُذَلَّ وَمَنْ لَــــــمْ يَنْصُرِ اللهُ يُــهْــــزَمِ 
وَمَنْ يَتَّـــبِعْ غَيْرَ النَبِـــــيِّ مُحَمَّــــــدٍ 
يَقُدْهُ إِلى وادِ الْضَّـــلالِ وَيَنْــــــــــدَمِ 
فَعُودِي إِلى ما كُنْتِ قَبْلَ نُزُولِــــــــه
تُعانِينَ مِنْ قَـــهْرِ الْعِدا وَالتَـشَــــرْذُمِ 
فَصِرْتِ بِهِ مُذْ جاءَكِ الْخَيْــــــرَ أُمَّةٍ 
وَذاتَ مُقامٍ لا يُطالُ مُـــعَظَّـــــــــــمِ 
وَثُمَّ اسْأَلِي الرَحْمَنَ حَمْلاً بِمُصْــــلِحٍ 
قَوِيٍّ عَلى دَحْرِ الطَواغِيتِ مُقْـــــدِمِ 
وَلا تَنْظُرِي عِنْدَ الْوِحامِ لِمُــرْجِـــفٍ 
لَعَلَّ التَشابُهَ كائِـــــنٌ بِالتَـــوَحُـــــــمِ 
وُهُزِّي عُرُوشَ الظُلْمِ تَسْقُطْ رُمُــوزُهُ 
كَما اسّاقَطَتْ بِالْهَزِّ حَبّاتُ سِمْســــــمِ 
أَلا فَالْزَمِي أَمْرَ الْكِتابِ وَنَهْيــــــــــَهُ 
تُعَزِّي بِهِ مِنْ بَعْــــدِ ذُلٍّ وَتَسْلَــــــمِي 
وَحِينَ تَرَيْنَ الْعِزَّ قَدْ عـــادَ كَبِــــــرِّي 
وَصَلِّي عَلى الْهادِي الْبَشِـيرِ وَسَلِّـــمِي 
،،،،
أَحْمَدُ الْمَنْصُورُ الْعُبَيْدِيُّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

فلكِ قصائدي بقلم علاء فتحي همام ،،

فلكِ قصائدي / أهيم تائها بخيالها   وجمالها يجول ويُصخِب يدنو نحوي يُداعبني ولعينيّا يُسامِر ويَجذِب والدموع تشكو فِراقا  فنهر العشق لا يَنض...