يفطن بأني ألقطُ كل شيءٍ بحساسيةٍ فائقة وذكاءٍ مدركٍ لِما يجري لهُ من تقلباتٍ وإنجرافاتٍ وراء غريزته الرعناء التي لم أعترف بوجودها أمام قدسية الحب .
انطلت عليه تجاهلاتي فحسب نفسهُ نابهاً يرتوي مني دون أدنى إلتزام . . هكذا كنتُ أحسبُ الرجال بقلوبٍ غليظة يظنون أنفسهم أذكياء وأنَّ هذه المرتبة الرفيعة تؤهلهم للعبث بمشاعر الإناث . إنَّ هذا الضرب في رأييّ لايمتُ للإنسانية بصلة أمام مشاغبات روحي الشقية تمنيتُ أن أطوق هذا العالم بذراعيَّ وأغمرهُ بطوفان الحب والحنان . غابَ عنهم أن الإناث يلجأنَ إلى وكر السذاجة أحياناً كي يشبع الرجل نزواته التي تنقبُ عن اللفِ والدوران والبحر الهائج المضطرب ، إنهم لا يميلون إلى الأمان في حضن امرأةٍ واحدة بل يزهون كالطاؤوس أمام عدد الضحايا في مصائدهم . أدركتُ أن الحب حربٌ بين الرجل والمرأة وفوهاتُ بنادقٍ تصرعُ الضحايا . . النصرُ للأقوى . . إني أمقتُ هذه الأفكار الملتوية عن الدوران السخيف . . وابتسمتُ هامسةً :
الصفحة السابعة
من رواية ابنة الشمس*
للكاتبة أمل شيخموس
- 7 -
✨✨
الفوزُ لي كما كان وسيبقى . لا تفرح فأنتَ خاسرٌ لا محالة . . ارتفعت أمواج التحدي من قعر صدري في علوٍ وكبرياءٍ حسبتها تخرجُ لملامسة النجوم على كبد السماء سيورٌ تغمز لي بجنونٍ . . امتدت هذه الحيوية إلى أخواتي اللاتي رحنَ يقفزنَ مثلي عالياً عالياً عالياً في الهواء متوثباتٍ بضحكاتٍ متفجرةٍ سعادةً . . دنت ليمونة في هذه الأثناء لتشاهدنا فرحين هكذا حتى مصمصت شفتيها بازدراءٍ نابسةً :
- حثالة مامردُ هذا الشغب ؟
تجمدت أخواتي أما أنا فلم آبه لنظراتها الشرسة بل صرتُ أقفزُ مستعرةً رداً على ما عمدت إليه تجاه أخواتي . .
فأخذتْ تصرخ :
مجنونة ، مجنونة صفقوا لها . جابهتها بعيّنيَ اللامعتين تحدياً وهممتُ بفتح فمي لألقنها عبرةً لكني لم أفعل لأني إن تفوهت فسأسحقها وأحولها إلى فتاتٍ أذرهُ مع سوادها الذي سيودي بها . إنها لا تتخيل سفاهتها . . لن أعطي الحشرات قيمةً أكبر منها لكني روحتُ عن غضبي لها
بمتابعة الغناء بحماسٍ :
الصفحة الثامنة
رواية ابنة الشمس*
للكاتبة أمل شيخموس
- 8 -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق