قصة قصيرة "إنتبه ياصديقي"
كانت تعدو أمامه وكل شيء فيها يبرق؛ ويزدان جيدها بعقد يرسل ومضات من البريق تنعكس الأضواء كلما تصادف في طريقها مبنى فتلتف يمينًا أو يسارًا فيتجمع الضوء ويرسل خطًا واحدًا وكأنه يشير إليه فيعدو أسرع حتى يلحق بها ثم يأخذها بين ذراعيه وهو يملأ الدنيا بالضحكات والقهقهة؛ فتتشابك إيديهما ويظلا يمرحا وكانت تقسم له بأنها ستظل دائمًا مخلصة له؛ كان كل يوم يحلم معها وبها لم يأبه لأحد غيرها وكأنها الساحرة الشريرة والتي مارست معه كل طقوس وأفاعيل السحر مما جعله يتعلق بها هذا التعلق الشديد؛ كانت كل يوم ترتدي زيًا أجمل من سابقه فهي كانت دائمًا متأنقة في عينيه؛ ادمن عشقها وظل يركض خلفها؛ وكانت كلما عانقها تتغزل في وسامته وأناقته وجمال عينيه ولكي لايُضيع أية لحظة كان يأخذ شفتيها في قبلة طويلة ينسى كل منهما كل شيء كل شيء ولا يذكران إلا اللهو والذي يصل إلى حد المجون؛ والآن لم تعد تجيبه كما كانت من قبل قد يكون ذلك بسبب الحادث الذي تعرض له والذي بسببه تشوه وجهه بعد أن امسكت النار به وظل يحترق وكانها تعاقبه؛ تذكر أنه أجرى بوجهه عدة عمليات تجميل لم تفلح بإعادة أكثر من عشرين بالمائة من الوسامة والجمال اللذين كانا يتميز بهما وجهه وهذه النسبة لم تكن مجتمعة في منطقة واحدة في الوجه؛ والآن هي تنظر له نظرات مختلفة؛ مرة تنظر له بخبث المرأة الخبيرة وتتبعها بضحكة تشبه ضحكات بنات الليل ومرة أخرى تنظر له بإزدارء حين تراه يعاني من مرضه وحتى وفي هذه اللحظة والتى عاملته فيها بلطف وابتسمت له إبتسامة الأنثى الراغبة ثم سارت تعدو فحاول هو اللحاق بها وما ان بدأ سباق اللحاق حتى إنزلقت قدمه وسقط؛ وفي هذه اللحظة التي أتى فيها صديقة والذي يصغره في العمر بعدة سنوات تجعله لم يغادر مرحلة الشباب حتى هذا اليوم وهو يصيح محذرًا له إنتبه ياصديقي إنتبه ياصديقي إلا إنه كان قد سقط وعندما حاول صديقه الشاب مساعدته وجد بعض الدموع تترقرق في عينيه فسأله في دهشة يتبعها الحزن أتبكي يا صديقي؟! فإجابه لقد خدعتني يا صديقي؛
فنظر صديقه يمينًا ويسارًا وهو يعلم انه لايوجد أحد غيرهما ثم عاد ينظر إليه وهو يقول له متعجبًا من هي ياصديقي؟!
ثم أجابه بعد برهة من الصمت الدنيا ٠ ٠ ٠
قصة قصيرة بقلم القاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق