سيدي الرئيس ..
أنا شاعر السلام
إسمح لي بالكلام
اعتدْتَ أن تقِفَ شامخا
ثم تتبسم إجلالا و عظمة
حين يسرف الحكام بالنباح
عفوا.. سيدي الرئيس
نسيت أن أخبرك ، أني قيرواني ..
لم أتمكن من أن أظل ذلك الجبان
لجمت حرّيّتي
فصرت أستأذن حتى الدخول إلى الحمام ..
سيدي الرئيس
لقد أجبروني قبلك على الإستسلام
أخبرني سيدي الرئيس
هل أنا إنسان ؟؟
عفوا .. عذرا ، إسمح لي بالعبور
ففي وطني أول قانون تعاقب عليه قانون المرور
سيدي الرئيس ..
في وطني
قمل و جرابيع
وجراد الحاكم الفضيع
فهلا تغاضيت عن صراحتي
و اعطيتني الأذن بالرحيل ؟!!
وقبل رحيلي اسمع كلماتي
رجل انحنى ظهره و صار جسمه ضئيلا ..
سيدي الرئيس
انا شاعر قيرواني يحبّ الحياة ...
حتى لو كانت في سبات عميق
أحب الحرية
وأكره كل حاكم حقير
يبيت ليله على فراش الحرير
و تبيت رعاته على الحصير
ايا تراني أطلب منك الكثير !
حين رحيل الذين سبقوك
لم يقل أحد اعتذر لكم عن التقصير
سيدي الرئيس
لم يعتذروا لجسدي الذي استهلكوه فزاد الحنين ...
ألم يقولوا بأموال الشعب نريد الفرار
سلبوا و نهبوا و أخذوا القرار
سيدي الرئيس
على خطاك عدلت المسار
دعني أخبرك انهم تركوا لنا هدايا بأغلى الأسعار
رصاص و إرهاب
و خراب بالوطن و دمار
من أنت سيدي الرئيس ؟
هل أنت المنتظر و نحن الانصار
أم ستقبع تشاهد تشويه صورتك الثامنة ساعة الأخبار !!!
متى ثورتك التي ستقتلع من صميمها جذور الدّمار ؟؟
متى سيضرب برقك
ورعدك و يهب الإعصار
ليطوي طي الصحف
حثالة اختبؤوا خلف الستار
حثالة تركوا لنا طأطأة الرأس و العار
حثالة نهبوا بالليل
فكن أنت صائدهم بالنهار ..
عفوا.. عذرا
سيدي الرئيس
فأنا شاعر يغار
فلا تلمني ان اصرفت بالعتاب
لأنه داء ثقيل
يشبه السكري و السرطان
سيدي الرئيس
لا تلمني على تشاؤمي
فأنا شاعر كريم ..
فكن غير الخونة
كي أراك من الكرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق