الأديبة الروائية
أمل شيخموس// سوريا
نص سردي وصفي تشخيصي لحالة إنسانية ...
القهر النفسي ...للمرأة
✨
لم يكن لديها أي حق من الحقوق المشروعة كانت تقاسي من حكمٍ جائر وزوجٍ لا يعي سوى تحطيمها لإعلاء شأن ذكوريته من خلال الإعتداء اللفظي عليها والجسدي و النفسي والمعنوي ، الضغط يتزايد والأطفال يتقزمون لا رأي لهم فيما يحدث هم لم يختاروا أباً لهم بهذه الطريقة ولا أماً كانوا نتيجة تلاقحٍ جسديٍّ " الضحايا " الزوجة لم تعد تحتمل إنفجرت ، في // العصر الجاهلي// حيث لا دين يحميها ولا قانون ولا أهل يسمعونها لقد باعوها كالسلعة لهذا الرجل الذي يتمتع بأدنى صفات إنسانية أو جمالية ، مظهرية لا أخلاقية ولا . . وهي الحسناء في قمة الرقة والأنوثة الحساسية الفائقة تبتلع كل هذا الجور داخل ذاك الجحر تتصور في سريرتها لو أنها تزوجت قنفذاً أو جُرذاً ما أهانها هكذا !! و لما عضها ولا غرز شوكهُ في جسدها الطري الذي خلقه الله لحكمةٍ " الحمل والولادة " بدت وحيدة مع آلامها وما ألمَّ بها من مصابٍ أليم فوق الطاقة البشرية حتى غدت خلاياها تتمزق ، ومنها ما يتفجر والاُعضاء الداخلية تتكسر كل مافيها ينهار !! لم يكن لديها سوى جارة تشتكي إليها سوء حالها ، جسدها يذوي حتى بدأ خصرها أشبه بالنملة هي ذات الشعر النحاسي الأقرب للبرتقال المتوهج تشعر وكأنك تشاهدُ بجعة رقيقة في حفلة موسيقية تتراقص على أعذب الألحان على صفحة البحيرة تحت أشعة القمر المعجب بها الخجول الوجنتين و هو يطالعها من السماء ، فيزدادُ غزارةً ووهجاً وهي تزدادُ نحولاً وتذوب ، تذوي لا مفرج !! ولا مهرب من عذاباتها لقد حملت الكثير من التوابيت في باطنها كفنت الكبد لأنه لم يعد صالحاً لتصفية السموم ، كما الطحال و الكليتين !! ضَعُفَ النظر و ساء الحال أكثر بمرور الوقت لا سلطة تحميها ولا هم يخزنون !! لا دين ولا أهل ولا قانون !! فقط جارة مسكينة سمينة ذات شعر قصير ترتدي أثواباً باهتة رثة تفاحية تبجر لونها مع السنين هنا في هذا العصر لا حقوق المرأة انه " العصر الجاهلي " !! لا حقوق للمرأة في عودة الجاهلية البغيضة إلى المجتمع
تفاجأت الجارة بجارتها البجعة المسكينة التي دلفت الدار وجلست تقتاتُ الكتاب و تقضم كل ما تراءى لها وتمكنت منه تبتلع السكاكين والأوراق كما تنخفضُ لتشرب من بقعةِ الماء المنسكب في قاع الردهة لا تنبسُ ببنت شفة إنما تقرض و تبتلع الأدوات المتاحة في المكان أمامها فزعت الحارة من هول المشهد !!!! إذ أن البجعة إنهارت وتحولت إلى وحش يلتهم كل شيء !!! من القهر " العجز " هو الذي دفعها لهذا !! لا سلطة ولا دين ولا قانون لا أحد لا مجيب ، انفجرت الزوجة لتتحول إلى وحشٍ ينتقم من ذاته يلتهم كل شيء كما إلتهمت وتشربت كل ذاك القهر الذي إعتمل في أعماقها كما لم يعتملهُ أي شيء ولو كان كيماوياً لكان أرحم لم يتبقَ فيها شيء !!! هلعت الجارة ولم تصدق عينيها اللتين كانتا في اتساع تام من الهول قفزت إلى فناء الحوش تجري لتخبرَ أحدهم بالمصاب !!! اصطدمت برجلين من جيرانها والثالث لحقهم ليروا البجعة جثةً هامدةً !!! مفارقة للأنفاس منتهية أخيراً فاضت الروح إلى بارئها أرحم من البشر الذين لم تجد لديهم الشفقة ولا أدنى مسكة من الرحمة !!! وحوش !!! أسرع أحد أولئك الرجال إلى زوجها النائم بسلام في فراشهِ المتدثر بملاءة بيضاء كالعريس فانيلا بيضاء ، وبيجاما ناصعة النظافة تشوبها خطوط سماوية زرقاء اللون رفع الملاءة من على رأسه ليفرحَ بخبر الخير أن زوجتهُ قد فارقت الحياة / انطفأت/ إلى الأبد وأخيراً تمَّ الفوزُ والمراد قتلها قهراً وآتت النتائجُ أوكلها ، بدت أسنانهُ تنفرج ، فمهُ الكبير يعرضُ صفاً من الانياب الحادة العريضة وسط فرحتهِ الغامرة سوف يبتاع المزيد من السبايا والجواري ، هنَّ متوفرات بالنقود إنهنًّ مجرد "سلعة " تباع وتشرى
نشكرُ الله ونحمده أننا في ظل مكارم الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام نعيش
" المرأة " رزق من الله ، ونعمة مقدرة ومكرمة . . إنها المؤتمنة على دوام الإنسانية و تسهم إسهاماً فعالاً في تطوير المجتمع و ازدهاره . . و . . و . .
بقلم الروائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق