همسات زائر الليل....
خفف مسيرك لا تأبه لما سألوا
(عن البدور اللواتي هاهنا نزلوا)
مروا كما الطيف لم يبد لهم أثر
وأوغلوا بالنوى كالنجم قد أفلوا
رد الصدى باضطراب خائفا وجلا
(بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا)
هبت نسائم تسترضي مضاربهم
تشفي العليل فهب الشعر والغزل
وجاء (عروة) و(العفراء) تحملهم
جوانح الليل والعشاق قد ثملوا
ومر (قيس) على (لبناه) يطلبها
فهم شهود إلى أيامنا انتقلوا
تحلقوا حولنا من أزمن سلفت
كأنهم ما قضوا بالعشق أو قتلوا
فقال قائلهم : رفقا بأدمعها
أضرك العشق أم ضاقت بك السبل
رميت كأسي واوراقي وما حملت
حروفها من شعور راح يشتعل
وقلت في مضض والقلب مندحر
من لوم حاسدة بالحقد تغتسل
لكنهم أصدروا حكما بجلستهم
بظنهم أنني للحكم أمتثل
فحواه أن التي أحببتها قتلت
بمذبح العشق والمقتول ممتثل
ما ذنبها؟ما جنت؟ رفقا به وبها
وهل جراح الهوى بالقتل تندمل
فقلت ما بالكم فالحكم مجتزأ
لا عدل فيه وما ظني هم عدلوا
يا منية الروح أنت الروح أحملها
لا أنت منهم ولن آبه بما فعلوا
رميت بالشاطئ المكتظ أشرعتي
وجئت منتشيا يحدوني الأمل
وصحت من ألم والدمع يسبقني
(ناديت لا حملت رجلاك ياجمل)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق