الكاتبة الروائية
أمل شيخموس// سوريا
" مقالة اجتماعية* "
✨🌼
حين أكتبُ لك أجبركَ على الإنصات لتدفقي الطاغي من خلال القراءة دون مقاطعة لأن للكتابة سحراً ووقعاً يزيد على الكلمات المنطوقة لذوي الحس العالي و الأرواح الجسورة أتحدث إلى عميق الفهم و الإدارك ، الناس في تفاوتٍ عجيب من الطاقات سواءً النفسية أو العقلية المعرفية أو العقلية أو الروحية حتى القدرات الجنسية و هذا التفاوت يؤدي إلى الاحتدام و اتساع الهوة . . ، أو العاطفية أو الإجتماعية الأسرية . . أغلب مشاكل الأزواج تكون هذه أسبابها أيضاً الأبناء و الأخوة و الآباء حيثُ يتفاقمُ الصدعُ رويداً رويداً مع الزمن لينتجَ من خلال ذلك اختلافاً وشقاقاً في الغالب لا يمكن إحتواءهُ وتغدو العلاقات الإنسانية في شقاقٍ ما بين المد و الجزر و يؤسفني أن أقول و هي الحقيقة إن معظم تلكَ العلاقات تُبتر و بالأخص في وقتنا الحالي حيثُ يزدادُ وعي الإنسان باحتياجاتهِ ومع مرور الزمن و تفاقم تلك الحاجات النفسية والعاطفية الفكرية و الجنسية و الإجتماعية حتى المعنوية التي تحفظُ كرامتهُ و تضمن حقهُ في الإحتواء و السعادة و الشعور بأهمية الذات وعيش الحقيقة لطبيعة شخصيتهِ و اختلافهِ و تفردهِ حيثُ نجدُ في ظل تلك الأزمة تفاقم نسب ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع وعقوق الوالدين الذين يتعاملون مع الأبناء كممتلكات مع مرور الوقت يطفح الكيل وينهزمُ الطفل المطيع و ينحسر ليتجسد بهيئة أقرب إلى الوحش بنظر الوالدين حيثُ يكون الاصطدام متبادلاً كلٌ من جهتهِ لأن هذا يكبر وينمو بشكل فطري وطبيعة بشرية تحتاج إلى التقدير و الاحتواء بطريقة ما ، بينما يتلقى معاملة يشوبها شيء من التحقير و كأنهً يتعامل معه على أساس من صورته المستقرة المعشعشة عنهُ مذ كان صغيراً إذ لا يتقبل الأهل فكرة أنهُ كبر و له احتياجاتهُ من ميول و غرائز و شخصية مستقلة ، لن تتفتح الحقيقة إلا بكسر هذا الإبن للصورة النمطية التي رسمت لهُ في أذهانهم إذ تجتاحهُ وقتها رغبة عارمة في الصراخ لينتبه الآخرون ممن حوله من أخوة و أسرة من خلال ذلك الضجيج أنهُ قد وصل إلى مرحلة الرفض الصريح الصارخ لهذه المعاملة التي لا تتناسب وسنهُ و قس على ذلك كل العلاقات الإنسانية. . وكم من أزواجٍ باتوا ليلتهم في مشاحنات و حزن ومشادات لعدم تقبل الطرفين و تفهم احتياجات بعضهما بسبب اختلاف الطاقة بعضها قوة مشاعر عالية و الأخرى منخفضة و بعضها الآخر طاقة جنسية كذلك لا تتناسب مع بعضها فيبيتُ الزوجان على هذه الحالة من الرتابة والملل . . حتى ينقضَ الإنفصال على العلاقة و يخيمُ الكابوس على أسرة الطرفين في الغالب جراء ذلك حيث يكون الأطفال هم الحلقة الأكثر تضرراً و إن تم إعتماد ذلك بعين العطف و الرعاية من الوالدين فإنهم يستكملون حياتهم الزوجية مبتلعين الأشواك والزقوم والقتل القاهر في الأعماق من خلال كبت تلك الطاقات والعيش في صراع نفسي عميق يضر بالصحة على كافة المستويات الروحية و الصحية النفسية . . كما أن هذا الإختلاف في الطاقة الإدراكية و الشعورية الحسية و التفاوت في الميول والذكاء حتى يُفرق بين الأخوة أيضاً مع مرور الزمن إن لم يسهموا في إيجاد حل و سط للتفاهم فيما بينهم ، إذ يتحلى بعضهم بطاقة روحية أعمق و الآخر تغلبُ عليه المادية و هي طاقة أرضية . . بينما الأول يكون أقرب من التأمل و الهدوء والحلم رويداً رويداً تجدُ المختلفين في الطاقة يتنافرون على الأغلب لعدم الإتفاق على أمور مشتركة كثيرة بينهم وكلما ازداد الوعي ازدادت نسبة التعقل و التقبل للآخر وتقريب وجهات الفكر و الرؤية ، تجد المتشابهين ينجذب بعضهم إلى بعض وتكون أمامهم حياة سعيدة مشوقة آمنة يسودها التفاهم وتبادل وجهات النظر و الاستراحة و تبادل الطاقات و تلبية الاحتياجات فيما بينهم ، و تكون العلاقة هنا سليمة جداً صحية على الأصعدة كافةً تمثلُ أنموذجاً ناجحاً يحتذى به لبناء المجتمع و تسهم في استقرارهِ . .
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق