. قَـانَــا... "القصيدة الّتي تُبْكِي العرب"...
(حتّى لا ننسَى وحشيّة الصّهاينة في حربهم على لبنان)
تَعَـالَوْا نُشَـاهِدْ عُجَـابَ العَـجَبْ
تَعَـالَوْا نُفَـجِّرْ رُعُـودَ الغَـضَبْ.
تَعَـالَوْا نُنَـدِّدْ، تَعَـالَوْا نُجَعْـجِعْ
تَعَـالَوْا نُنَـمِّقْ عَظِيـمَ الخُـطَبْ
تَــعَـالَــوْا نُـقَـلِّبْ مَـعَــاجِـمَـنَا
لِنَـخْتَارَ مِنْـهَا شَدِيـدَ الصَّخَبْ
عَلى مِنْبَـرِ الشَّـاجِبِيـنَ نُزَلْزِلْ
مَـحَارِيـبَـنَا فَـوْقَـهَـا نَنْـتَصِبْ
تَعَـالَوْا نُـنَـكِّسْ فَـأَعْـلَامُنَـا
عَلَى سَارِيَاتِ القَـنَـا تَنْـتَحِـبْ
أَ"قَـانَا"؟ ألَسْتِ مَكَانًا عَـزِيزًا
يَـضُـمُّ رُفَــــاةَ حَفِــــيدٍ وَ أَبْ؟
أَلَمْ تَشْهَدِي جِسْمَ طِفْلٍ بَـرِيءٍ
تَـعَــفَّـرَ جُـثْـمَـانُــهُ فِي التُّــرَبْ؟
وأَشْـلَاءَ مَــوْلُــودَةٍ وُئِـــــدَتْ
بِقَـصْفِ عَـدُوٍّ عَــمٍ مُضْـطَـرِبْ
وأَعْـضَاءَ شَيْـخٍ مُسِـنٍّ قَـضَى
ورَأْسُـهُ بَيْنَ الرُّكَـامِ انْتَصَـبْ
غَدَائِـرَ بَعْضِ الصَّبَـايَا، هُنَاكَ
قَضَيْنَ، ويَوْمُ الزِّفَـافِ اقْتَرَبْ
تَطَايَرَ مِنْ هَامِهِـنَّ الـدِّمَاغُ
وَضُرِّجَ مِـنْـهُنَّ مَا يُـخْتَضَبْ
وذَاكَ قَعِـيـدٌ قَضَـى قَـاعِـدًا
ولَوْلَا إِعَـاقَــتُـهُ لَانْسَـحَـبْ
وَأَعْـمَـى وقَاصِـدَهُ مَـا عَـمِي
رَمَـــاهُ بِـــقَــاضِيَـةٍ مِن لَهَــبْ
وأَبْـكَم، لَمْ يَـعِ شَيْـئًا، هَوَى
علَيْهِ جِدَارٌ سَـمِيكٌ ضُرِبْ
فَفَـتَّتَ مِن عَظْمِهِ مَا قَـسَـا
وحَطَّمَ مِن رَأْسِهِ مَا صَـلُبْ
وكَمْ مِن قُدُودٍ؟ وكَمْ مِنْ جَمَالٍ؟
وَكَمْ مِن عُيُونٍ؟ وكَمْ مِن شَنَبْ؟
وكَـمْ مِــنْ تَــقِـيٍّ تَـلَا آيَـــةً
فَخَالَطَـهَا دَمُهُ في الكُـتـُـبْ؟
هَنِـيئًا لِـمَـنْ مَاتَ مِـيـتَـتُـهُ
ونَحْنُ نَـمُوتُ لِـعِـزٍّ سُـلِــبْ
فَهُمْ قَدْ حَيُوا عِنْدَ رَبٍّ كَرِيمٍ
ونَحْنُ عَلَى عَيْشِنَا نَنْـتَحِبْ
فَقُولُـوا، بِرَبِّكُـمُ، مَـا حَيَاةٌ
مَعَ الذُّلِّ والعَجْزِ، يَا مَنْ أُحِبّْ؟
أَقَـانَا الشَّـهِـيـدَةَ ، فَـلْـتَـشْهَدِي
عَلَى الضَّعْفِ والعَجْزِ عِنْدَ العَرَبْ
فَلُـبْـنَـانُ "قَـانَا" وغَـزَّةُ "قَـانَا"
وبَـغْـدَادُ "قَـانَاتُـهَـا" تَلْتَـهِبْ...
إذَا القَـوْمُ يَـوْمًا أَرَادُوا الحَيَـاة
فَلَا بُدَّ، بَدْءًا، بِأَخْذِ السَّـبَـبْ
بِـعِلْـمٍ وعَدْلٍ ونَـبْـذِ الـتَّـجَـافِي
وبِـالاتِّـحَــادِ بُـلُــوغُ الأَرَبْ.
ولَا لِـخُضُوعٍ ولا لِخُـنُوعٍ
ولَا للتَّخَاذُلِ... أَمْرٌ وَجَبْ.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق