الشوق للرحمن
...................
كم من خليلٍ عانى هجر الخلان
فؤاده من هجر خلِّه محروق
وكم من حبيبٍ جعله الشوق ظمآن
يسري عشقه بين شريان وعروق
يخفق قلبه من الوجد ولهان
مشتاق لحبيبه وهو ساكن الموق
يكويه شوقٌ مِنْ لهيبٍ حَمْيَان
يشعر أبياته شعرًا بقلبٍ خفوق
وكم من عشيقٍ في العشق هيمان
معذب القلب يتوق للمعشوق
يلتاع لحبيبٍ زاد حسنه وازدان
يشع من حلاه أنوار وشروق
وانظر إلى المشتاق كأنه مسه الجان
من العناء والوجد واللوعة والتوق
جافاه النوم وأصابه الهذيان
غرقان في حب أجمل مخلوق
هذا حال العاشقين ربح وخُسران
يضيع منهم العمر كأنه مسروق
فالله يكفيني وإياكم شر الجِنَّان
ويقينا داء العشق والمعشوق
ويبلغنا السلامة ويدخلنا الجنان
يا أهل الكرم والفضل والذوق
هذا دعائي لكم ليس بإحسان
لكنه نصحٌ للمشتاق يروق
أن يكتفي بالشوق للواحد الديان
ويترك أسى كل حبيبٍ مرفوق
ما أطيب الشوق للخالق الرحمن
فالكل إليه سبحانه مسوق
ناراً تلظى يصلاها الخَسران
أوْ جَنَّةُ المأوى ونعيم مشوق
فاخْتَرْ لنفسك يا ذا اللب والبنان
واغْنَمْ حياتك واسمق بها سموق
واسْبَحْ في ملكوت ذا الإحسان
وانْعَمْ بالذكر الصديق الصدوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق