الخميس، 11 نوفمبر 2021

حياة المرء بقلم محمد جعيجع

حياة المرء:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرءُ بين الجدِّ واللّعِبِ ...
دارُ الهَوى والنشءُ في تَعَبِ 
دهرٌ أتى واللهُ يرقبُنا ...
والعمرُ بين الطفلِ والشِّيَبِ
مَتعُ الغرورِ طَما بنا غَرَقًا ...
والرّزقُ بين الخَلقِ والحُقُبِ
مَتعُ الغرورِ بما هَوى رصدًا ...
والعيشُ بين الفَرحِ والنُّدُبِ
مَتعُ الغرورِ بمن غَوى طَمَعًا ...
والمالُ بين السّلبِ والكُسُبِ
وبما حَواهُ المَرءُ في جَسَدٍ ...
الرّوحُ بين السِّلمِ والخُطُبِ
الخيرُ والشَرُّ الهَوى جَمَعا ...
والنّفسُ بين الحِلمِ والغَضَبِ
فالدرسُ في دنيا الوَرى عِبَرٌ ...
والصّدرُ بين الضّيقِ والطَرَبِ
ممّن هَداهُ الدَّهرُ في زَمَنٍ ...
فاليَومُ بين اليُسرِ والكُرَبِ
شُغلٌ وراحٌ راقدٌ يَقِظٌ ...
والوَقتُ بين الأمنِ والصَّخَبِ
المَرءُ كالنَّبْتِ اكتفى عَطَشًا ...
والعامُ بين القَحطِ والسُّحُبِ
القَلبُ رانَ بِغَفْلَةٍ صَدَأً ...
والنَّبضُ بين الحَزمِ والرِّيَبِ
هذا لسانُ سَقاهُ من كُتُبٍ ...
فالقَولُ بين الصِّدقِ والكَذِبِ
عملٌ بإتقانٍ وغِشُّ يَدٍ ...
والفِعلُ بين الرَّفضِ والرَّحَبِ
والحُكمُ من سوءٍ ومن خُلُقٍ ...
والنُّطقُ بين الفُحشِ والأَدَبِ
العِزُّ بالعلمِ المُنى شَرَفٌ ...
والصِّيتُ بين الشِّعرِ والخُطَبِ
المالُ دونَ العلمِ في تَرَفٍ ...
والصُنعُ بين العِلمِ والعَجَبِ
مَن هوَّنَ النَّفسَ ارتَوى كَمَدًا ...
واختارَ بين الذّلِّ والعُجُبِ
قد يبتغي كوخًا لهُ شغفٌ ...
والدّورُ بين الطينِ والخَشَبِ
أو يبتغي من خَيمةٍ سَكَنًا ...
والنَومُ بين الشَّوكِ والزَّغَبِ
فالطَيفُ من وَجدٍ ومن كَدَرٍ ...
والحُلمُ بين الحُسنِ والرَّهَبِ
علمٌ علا والجهلُ في دَرَكٍ ...
والفِكرُ بين الحُمقِ والكُتُبِ
الأسرةُ المُثلى مُصاهرةٌ ...
والنسلُ بين الأَسرِ والنَسَبِ
حِلٌّ حرامٌ قد غدا أملًا ...
والعِشقُ بين الظَفرِ والعَطَبِ
شمسُ النَّهارِ وليلها غَسَقٌ ...
والجِسمُ بين الرّاحِ والتَّعَبِ
أرضُ الثَّرى وثمارها شَجَرٌ
والبَطنُ بين الشِّبعِ والسَّغَبِ
ثمرُ اللّواقحِ ساقها قَدرٌ ...
والأَكلُ بين الصَّيدِ والرُّطَبِ
حُرُمٌ حلالٌ نالَ مَشرَبَهُ ...
والشُّربُ بين الماءِ والعِنَبِ
النَّارُ دِفءٌ راقَها شَجَرٌ ...
والدِّفءُ بين البَرْدِ والحَطَبِ
الغَيثُ بَخْرٌ نازِلٌ مطرًا ...
والشَّخصُ بين الطُهرِ والجُنُبِ
الماءُ عذبُ المُزنِ مِن سُحُبٍ ...
والغُسلُ بين الرِّجسِ والعُذُبِ
السِّتْرُ راقَ حياءُهُ جَسَدًا ...
واللِّبسُ بين العُريِّ والحُجُبِ
حقٌّ ضَنى والشِركُ مبتهجٌ ...
والدِّينُ بين الحَقِّ والنُّصُبِ
عهدٌ وَفى به والوفاءُ خَبا ...
والدَّينُ بين الحِفظِ والنَّصَبِ
هو في صراعٍ جُلُّهُ طمعٌ ...
والجَيشُ بين الخِفضِ والرُّتَبِ
سِلمُ الأمانِ بهُدنةٍ ظهرت ...
والحَربُ بين الرُّومِ والعُرُبِ
قَتلٌ وأسرٌ والدمارُ ضَنى ...
والوَقعُ بين الكرِّ والهَرَبِ
وأمانُ سِلمٍ هُدنةٌ بَرزت ...
والحَربُ بين الفُرسِ والعَرَبِ
وكأنَّ مَن مات استقى خَبَرًا ...
بالدَّفنِ بين الحَرقِ والتُّرَبِ
وكأنّ مَن مات انتقى نُزُلًا ...
بالخَتمِ بين الفيءِ واللّهَبِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر – 28 سبتمبر 2021

هناك تعليق واحد:

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...