سلبياتنا ( ٣ )
تحدثنا سابقا عن التواصل بين جميع الفئات ووجوب الإتصال مع المبتدئين والهواة رغم قناعتي التي أسلفت بها أن لم يعد أحد يهتم فأصبح الهم الأوحد هو جمع الأوسمة والشهادات التي تقوم الكثير من المحافل الأدبية والتي بعضها لا يمت للأدب بصلة بتوزيعها على الجميع لمن بستحق ومن لا يستحق ، ألا يستوجب هذا وقفة جماعية من أدباء ومثقفي الوطن العربي ، الذين لم أعد أعلم أين هم ومن هم حقا ، ولكن كيف يقفون هذه الوقفة إذا كانوا هم من يركضون خلف هذه الأوسمة التي نجح الاستعمار فيها ، نعم الاستعمار الفكري هو المعركة الوحيدة التي نجح الاستعمار للأسف فيها وانتصر علينا ، توقفوا لحظة لا تتهموني بالجنون قبل إتمام القراءة .
عندما نجد محفلا أدبيا يتباهى بكل وقاحة بأن له ثلاثون فرعا موزعا على دول الوطن العربي لكل دولة مجلة وتجمع أدبي خاص بهم ، ألا يندرج هذا تحت بند شق الصف العربي ؟؟ ألا يسمى هذا تفرقة للأخوة العرب وخصوصا المثقفين لأنهم هم عماد الوطن ، ماذا يساوي الوطن بلا ثقافة ؟؟؟ عندما توزع شهادات تحت مسميات كثيرة ربما أخطرها مرتبة سفير للسلام الدولي تحديدا ، سفير السلام الدولي يجب أن يكون قد اجتاز الكثير من المراحل العلمية والثقافية وحاصل على العديد من الشهادات الرسمية ، يحصل عليها المثقف الآن لمجرد قصيدة غزلية قام بنشرها لا علاقة لها بالسلام ، ألم تسل نفسك أيها الأديب الشاعر الكاتب أو أيا كان مسماك ، ماذا فعلت أنا للسلام الدولي كي أصبح سفيرا للسلام الدولي ؟؟ هل قاموا بمنحك جواز سفر دبلوماسي كي تنشر السلام الدولي في العالم الذي أنت أصبحت سفيرا له ؟؟؟ أليس هذا غزوا فكريا ؟! قاموا بشرذمتنا لأنهم يعلمون أننا بتنا نركض خلف شهادة يمنحنا إياها مدير مجلة ربما كان جنديا في أحد أجهزة المخابرات مهمته هي تفكيكنا أليس هذا واردا ؟؟ إذا متى تراكم تستفيقون أيها المثقفون ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق