الحب 6
بقلم سمير تيسير ياغي
تحدثنا عن عنصر العطاء ، وهنا سنتحدث عن عنصر الحاجة ، العامل الآخر والأكثر تعقيدا من العطاء ، يتضح مما أسلفت أن عنصر العطاء في متناول الجميع ، وأنه سهل وغير معقد ، وهذا مخلوق معنا ، جميعنا خلقنا بأشياء تنقصنا ، يكلملها لنا طرف آخر ، سواء صديق أو أخ ، أو أيا كان المسمى ، ولكن عنصر الحاجة هذا أمر خفي ، لا يمكن لأحد الطرفين أن يبوح للآخر بحاجته ، ومن يصل لمرحلة يجعل فيها الطرف الآخر يبوح به بإحتياجاته ، يكون قد تعدى مرحلة الحب بكثير لحد الاندماج ، بحيث يشعر أحدهما أن الطرف الآخر هو مرآة نفسه ، التي لا يخجل من أن يصارحها بما يريد ، وما نريده أيضا سهل جدا ، ولكن كبرياؤنا الشرقي رجالا ونساء يصوره لنا عبئا كبيرا ، الأمور جدا بسيطة إخواني وأخواتي ،ما يحتاجه الرجل تحتاجه المرأة ، هذا باختصار شديد ، الرجل يحتاج بعد عناء العمل إبتسامة خفيفة ، وكلمة بسيطة يكفي أن تقول له زوجته الله يعطيك العافية ، وتبتسم في وجهه ، وأنت يا سيدي عند عودتك من العمل لا يجب أن يغيب عن ذهنك أيضا أنها مرهقة من أعمال المنزل و رعاية أبنائك و إحتياجاتهم ، فابتسم لها و اسالها كيف حالك وكيف كان يومك ، وكيف الأبناء ، مازحها ، أرأيتم كم هي الأمور سهلة وبسيطة ، الرجل يحتاج إحتواء وإهتمام ويحتاج أن يشعر برجولته وقيمته وكيانه في البيت ، وكذلك هي تريد أن تشعر بهذا وبأنوثتها و بالرحمة ، فهي العنصر الأضعف في العلاقة ، وهي التي تحتاج الرأفة والرحمة والحنان من الرجل ، فهي ليست جزءا من طقم الكنب الذي تقتنيه ، وليست بروازا جميلا تزين به بيتك ، مثلما تريد أن تشعر برجولتك هي تريد أن تشعر بأنوثتها ، هي تريد رجلا ، ولا تريد ذكرا ، الرجولة مواقف ومعاملة ، وليست علاقة جنسية ذكورية فقط ، حتى و إن أردت ممارسة الجنس وهي متعبة فدعها ترتاح ، لن تموت إن لم تفعل ، ولن يحاسبك الله إن أمضيت ليلتك وحيدا ، باختصار شديد كن إنسانا .
المرأة إنسانة مثلك ، لديها إحتياجاتها كما لديك إحتياجاتك ، وقد حثت كل الأديان السماوية على إحترامها والحفاظ على مشاعرها وكينونتها ، لذلك كن إنسانا لتكن لك إنسانة ، كن رجلا لتكن لك امرأة ، ولا تكن ذكرا وتجعل منها أنثى .
والخطوة الثالثة لكم هي مراجعة حساباتكم في علاقتكم مع المرأة ، هذبوا حواسكم ، وهذبوا احتياجاتكم كي تصلوا بانفسكم للحياة التي تريدونها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق