بأن صحتها قد ساءت . . ساد جوٌ من البلبلة فضاء المنزل حتى تأزمت المفاوضات متمخضةً عن ذهابي إليها .
طوال الطريق لم أستطع تبديد مخاوفي بشأن صحة جدتي وصلت إلى الريف عانقتها بارتياحٍ كبير فقد اتضح أن الأمر حيلة من أم فضة التي عبرت مقهقهة :
- كيف كنا سنبرر مجيئك إلينا ؟
بدت أم فضة و كأنها ترقد على أمر ما لكني لم أتبينهُ إلى أن حان المساء حيث طُرق الباب فغمزتني بدورها أن أسرع لاستقبال الطارق ، و ما إن هممت بفتحه حتى رأيت أحمد بقوامه الممشوق متنحياً قليلاً عن الباب ، ذهلتُ في دخيلتي مجتهدةً عدم إظهار الأمر على محيايَ المتوهج أمام عينيه اللتين تديمان النظر في وجهي ، حياني بهدوءٍ و سأل عن أم فضة وقبل أن أنطق بالجواب ردت أم فضة و قد انتصبت من خلفي :
- أهلاً أحمد تفضل . .
تنحنح الشاب لكنها أصرت عليه بالدخول ولم أجد مناصاً من الترحيب . . دخل و سارت أم فضة به وسط فناء الدار . . أأصدق هذا الأمر المباغت أم ؟ ! ! دعوتهم بالتفضل إلى
الصفحة - 77 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
حجرة جدتي لكن أم فضة عزمت على جلب الكراسي و الجلوس على العشب الأخضر و قادت أحمد ليحييَّ جدتي أما أنا فقد رحت أعدُ لهما القهوة و وضعتها على الحشيش الطري . اعتراني الارتباك و أنا أسأل جدتي عن سبب مثوله و انه لا يجوز لأم فضة أن تقحم هذا الشاب في البيت ، و سرعان ما وصل صوت أم فضة إلينا ينادي :
- تعالي وداد
حثتني جدتي على الذهاب أدركتُ في سريرتي أني موشكةٌ على أمر يتعلق بالقلب ، أخذتني شحنةٌ من الكبرياء وعدم المبالاة لأضمن لنفسي قبلهم رزانتي ، توجهتُ إلى أم فضة :
- ماذا هناك و قد توردت وجنتاي ؟
- فأجابتني :
- هلمي و اجلسي كفاك خجلاً ، أهكذا تقدم القهوة خلسةً ؟
- ابتسمت لها :
- لم أتعمد ذلك .
الصفحة - 78 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
✨🌞
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق