تحية عطرة مفعمة بالأمل والتقدم نحو الأهداف السامية
رماز الأعرج ,,
ذو الاحتياجات الخاصة
مفهوم الإعاقة الدارج هو مفهوم خاطئ من أساسه في استعماله أصلا , والإعاقة تعني عدم الدرة على القيام بشيء أو نشاط معين , ولو نظر كلا منا إلى نفسه مباشرة , من منا يمكنه القيام بكل شيء , لا يوجد إنسان في العالم يمكنه القيام بجميع النشاطات والمهارات الإنسانية المعروفة جميعها , ونجد الناس الطبيعيين دوما لهم اختصاص ما ولا قدرة لديهم على القيام بعدة مهارات معا , وان وجد هذا فهو نادر وفي أشخاص يصنفون ذو مواهب عالية وواضحة.
لكن في الحقيقة و الوضع الطبيعي جميعنا لا يمكننا القيام سوى بجزء من المهارات , وفي النهاية نختص في مجال معين وحسب , كيف لنا أن نرى أننا اقدر على الإنتاج والنشاط البشري من أي شخص ربما لا يمكنه الوقف على قدميه , أو لديه مشكلة في البصر , أو السمع مثلا , أو أي شيء ما , ومن اخبرنا بذلك .
إنها مفاهيم و أمراض تربوية متوارثة مغلوطة , و بالضرورة الوقوف عندها وخاصة مسار مفاهيمنا المغلوطة الموروثة تاريخيا ولم تراجع , وبعضها ربما من آلاف السنين متوارث ولم يمس بأي مراجعة أو تدقيق لمدى جدواه وصلاحيته أصلا للاستعمال .
ولو نظرنا إلى التاريخ سنجد أن الكثير من الفلاسفة الشعراء والعلماء الكبار الذين تركوا بصمتهم في التاريخ الإنساني في عصورهم , كان من بينهم الكثيرين من الأشخاص يعانون من مشاكل معينة , بصريا مثلا ,
أعشى قيس وهو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل
بشَّار بن بُرْد، الضرير أبو معاذ البصري العُقيلي
أبو العلاء المعري
وفي التاريخ الشعراء والفلاسفة كثر لا مجال لعهدهم الآن .
أما في الغناء والعزف على آلات الموسيقية والنشيد فحدث ولا حرج , هناك آلاف الموسيقيين والمطربين مروا عبر التاريخ ما زالوا يظهرون ,
وفي الكثير من المجالات أنتج المكفوفين إبداعا لا يصدق بل اعجزوا المبصرين بما لديهم من مهارات و بصيرة .
ومن منا لا يعرف ستيفن هوغن , هذا العالم المقعد الذي وضع نظريات في الفيزياء الحديثة وعلم الفلك , وكان من كبار باحثين علم الكون والفلك النظري في عصره , وهو ليس الحالة الوحيدة بل هناك كثر من الناس ساهمة إعاقتهم الحركية مثلا في تفرغهم لأعمال الفكر والنظريات , و ابلوا بلاء حسن وسبقوا الأصحاء .
الإنسان يولد عبقري بالفطرة , وجميعنا نولد عباقرة ومبدعين متسائلين , ولكن يأتي القالب الاجتماعي والتعليمي والتربوي المغلوط ويقتل كل التساؤلات والعبقرية ويصكها في قالب الصناعة الاجتماعية للأفراد وتكون الكارثة حتمية في النتائج .
ما زال العالم بحاجة إلى الكثير ليصل إلى النظرة الإنسانية الصحيحة والمعيارية العلمية الدقيقة المتناغمة مع الحقائق والوجود .
, معا نحو مجتمع الإنسانية والحكمة و العدالة الرفاه ,
رماز الأعرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق