السبت، 4 ديسمبر 2021

ذو الإحتياجات الخاصة بقلم رماز الأعرج

 تحية عطرة مفعمة بالأمل والتقدم نحو الأهداف السامية 

رماز الأعرج ,, 


ذو الاحتياجات الخاصة 

مفهوم الإعاقة الدارج هو مفهوم خاطئ من أساسه في استعماله أصلا , والإعاقة تعني عدم الدرة على القيام بشيء أو نشاط معين , ولو نظر كلا منا إلى نفسه مباشرة , من منا يمكنه القيام بكل شيء , لا يوجد إنسان في العالم يمكنه القيام بجميع النشاطات والمهارات الإنسانية المعروفة جميعها , ونجد الناس الطبيعيين دوما لهم اختصاص ما ولا قدرة لديهم على القيام بعدة مهارات معا , وان وجد هذا فهو نادر وفي أشخاص يصنفون ذو مواهب عالية وواضحة.


 لكن في الحقيقة و الوضع الطبيعي جميعنا لا يمكننا القيام سوى بجزء من المهارات , وفي النهاية نختص في مجال معين وحسب , كيف لنا أن نرى أننا اقدر على الإنتاج والنشاط البشري من أي شخص ربما لا يمكنه الوقف على قدميه , أو لديه مشكلة في البصر , أو السمع مثلا , أو أي شيء ما , ومن اخبرنا بذلك .


إنها مفاهيم و أمراض تربوية متوارثة مغلوطة , و بالضرورة الوقوف عندها وخاصة مسار مفاهيمنا المغلوطة الموروثة تاريخيا ولم تراجع , وبعضها ربما من آلاف السنين متوارث ولم يمس بأي مراجعة أو تدقيق لمدى جدواه وصلاحيته أصلا للاستعمال .


ولو نظرنا إلى التاريخ سنجد أن الكثير من الفلاسفة الشعراء والعلماء الكبار الذين تركوا بصمتهم في التاريخ الإنساني في عصورهم , كان من بينهم الكثيرين من الأشخاص يعانون من مشاكل معينة , بصريا مثلا ,

 أعشى قيس وهو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل

بشَّار بن بُرْد، الضرير  أبو معاذ البصري العُقيلي 

أبو العلاء المعري 

وفي التاريخ الشعراء والفلاسفة كثر لا مجال لعهدهم الآن .


أما في الغناء والعزف على آلات الموسيقية والنشيد  فحدث ولا حرج , هناك آلاف الموسيقيين والمطربين مروا عبر التاريخ ما زالوا يظهرون , 

وفي الكثير من المجالات أنتج المكفوفين إبداعا لا يصدق بل اعجزوا المبصرين بما لديهم من مهارات و بصيرة .

 

ومن منا لا يعرف ستيفن هوغن , هذا العالم المقعد الذي وضع نظريات في الفيزياء الحديثة وعلم الفلك , وكان من كبار باحثين علم الكون والفلك النظري في عصره , وهو ليس الحالة الوحيدة بل هناك كثر من الناس ساهمة إعاقتهم الحركية  مثلا في تفرغهم لأعمال الفكر والنظريات , و ابلوا بلاء حسن وسبقوا الأصحاء .


الإنسان يولد عبقري بالفطرة , وجميعنا نولد عباقرة  ومبدعين متسائلين , ولكن يأتي القالب الاجتماعي والتعليمي والتربوي المغلوط ويقتل كل التساؤلات والعبقرية ويصكها في قالب الصناعة الاجتماعية للأفراد وتكون الكارثة حتمية  في النتائج . 


ما زال العالم بحاجة إلى الكثير ليصل إلى النظرة الإنسانية الصحيحة والمعيارية العلمية الدقيقة المتناغمة  مع الحقائق والوجود .

 , معا نحو مجتمع الإنسانية والحكمة و العدالة الرفاه , 

رماز الأعرج



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...