. فِي الحَافِلَةِ... (من وحي معاناة المواطن في النّقل العمومي)
لِلّهِ أَشْـكُو سَفْــرَةً فِي "الــكَــارِ*"
وإِلَى أُولِـي العَزْمِ العَظِيـمِ"الكَـارِ"**
مَا أَلْتَقِـي عِـنْـدَ الصَّبَاحِ وأَلْتَـقِي
عِـنْـدَ الـمَـسَـاءِ لِكَـثْـرَةِ الأَنْـفَــــارِ
مِائَةٌ وَخَمْسُونَ إِذَا لَمْ أَنْسَ مَنْ
بَـيْـنَ الـمَقَاعِدِ عَـالِــقًا بِـجِـوَارِي
فَتَشَـابَكَتْ كُلُّ الأَيَـادِي جُمْلَةً
هَذَا عَلَى هَذَا، مَدَى الـمِشْوَارِ.
هَذَا يَـمِيـلُ عَلَى فَـتَـاةٍ قَاصِـدًا
فَـتَـصُـدُّهُ بِـالـهَــمْـزِ وَالأَظْــفَـــارِ
وتَرُوغُ مِنْهُ كَـمَا يَرُوغُ مُحَارِبٌ
فَـإِذَا الـعَــمُـودُ يُــصِـيـبُهُ بِــدُوارِ
مِنْ "سَطْعَةٍ" قَدْ نَالَهَا أَوْ يَلْقَيَنْ
لَهْـزًا بِمَرْفَـقِهَـا الشَّدِيـدِ العَـارِي
وَالشَّيْخُ، فَدْفَدَ، قَدْ تَرَنَّحَ جِسْمُهُ
فَـيَـمِـيـلُ لِلْأَيْـمَــانِ وَالأَيْـسَـارِ
تَـرَكَ الـمَشِيئَةَ لِلشَّبَابِ، يَدُوسُهُ
طَوْرًا، وطَوْرًا يَسْتَوِي "بِـجِدَارِ"***
وتَـجَمَّعَتْ كُلُّ الرَّوَائِـحِ، بَـعْضُهَـا
نَـتِـنٌ وَآخَـرُ مِنْ شَــذَا "العَطَّـارِ".
وَإِذَا أَرَدْتَ إِلَـى الـنُّـزُولِ مَـرَامَةً
فَالـمُسْـتَحِيلَ تَـرُومُ ، وَالـقَـهَّـارِ.
فَاصْـرُخْ، لَعَلَّـكَ مُسْـمِعٌ ومُنَـبِّـهٌ
مَـنْ كَانَ قَبْلَـكَ، شَارِدَ الأَفْـكَـارِ.
فَإِذَا رَجَعْتُ، وَبِي رُضُوضٌ عِدَّةٌ
وَمَــلَابِـسِي مَرْفُـوسَةٌ وَصِـدَارِي
خَيْـرٌ لَدَيَّ مِنَ الـذَّهَابِ بِأُجْـرَةٍ
مَخْصُومَةٍ مِنْ "قَضْيَـةٍ" لِـصِغَـارِي
أوْ ذَاهِـبًـا مُـتَـرَجِّـلًا لِـفَـرَاسِـخٍ
وَحَقِيـبَتِي فُكَّتْ بِـهَـا أَوْصَــارِي****.
يَا مُشْرِفُونَ، تَفَهَّـمُوا مِنْ حَالِنَـا
مَا قَدْ ذَكَرْتُ، وعَـجِّـلُوا بِـقَـرَارِ
إِنَّـــا عِـبَـادُ اللهِ، مِـثْــلـكُـمُ لَـنَـا
حَقُّ الوَرَى فِي الـحِلِّ والأَسْفَارِ.
"الكَـارِ"*: الحَافلة.
"الكَـارِ"**: المَقَام والمكانة.
"بِـجِدَارِ"***: بحِسْمٍ عَظِيمٍ.
أَوْصَــارِي****.: دفاتري.
حمدان حمّودة الوصيّف ...( تونس).
خواطر : ديوان الجدّ والهزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق