قدر الحب
قَدَرِي أحِبُــك لا مَنْجَى مِنَ القَدَرِ
وأنْت غيرُك لَم يخْلَق مِــنَ البَشَرِ
مِنْ أيـن جِئت بِرُوحٍ أنْت تَمْلِكُهَا؟
كَأنَك العِين قَبْـل البَعْث، والحَشْرِ
تَمَرَدَت كُـل شَمْس بَعْدَمَا شَرَقَت
لِمَ النُجُوم ومَا كَسَفَت كَمَا البَدْرِ؟
الليلُ يلْبَس ثوب النُور فِي وهَجٍ
الفَجْرُ ضَيفٌ أتَى فِي أول السَحرِ
أنَا الذي أحْتَرْت كُل الخَمْر حَرَمَهُ
الشَرْعُ أم حَل لِي مِنْ يدَك الخَمْرِ
عَزَفْتُ لَحْن الهَوى، واليد رِيشَتُهَا
فِي دَقَةِ القَلْب فِيهَا العُود والوتَرِ
إنَّ الجَحِيم إذَا مَا غِبْتَ يسْكُنُنِي
لَكِن جِنَان الهَـوى ذِكْرَاك بِالصَـدْرِ
والسُهْد يحْرِق عينِي حِين أفْقِدَهُ
وإنْ تَذَكَرْت صُوتَك طِبْتُ بِالسَهَرِ
وإنْ تَحِـن رُعُـود الشُـوق حَرَكَنِي
رِيحُ الحَنِين، وشَن الدَمْع بالمَطَرِ
مَتَى لِقَاك؟ فَتَحْتُ قَلْبِي مِنْ زَمَنٍ
وفِي طَرِيقَك رَصَّ الورْد، والزَهْـرِ
أكابِـد الشُــوق، والسَاعَات واقِفَـة
وكُـل لحْظَـة بِعُمْـرِي عُمْرَها شَهْـرِ
تَغِيـب يـوم، وإنَّ الرُوح مَـاكَذَبَت
تَقُول لِي إنَّ مَنْ تَهْوى جَفَى دَهْرِ
مَـا دَق قَلْبِـي إلا فِيـهِ قَـد طَعَنَت
دَقَاتـة إيـنَ ألقَـى فِـي الألَـم صَبْرِ
مِدَادُ غيم، ومِنْ عُـود الشَجَر قَلَم
كَتَبْتُ فِيـه، ولَوحِـي وجْنَة القَمَـرِ
عَلَى حُرُوفي نُجُوم كُلهَا أنْتَحَرَتْ
بِالبُعْد هَيا يا نَجْمَة فَجْر إنْتَحِري
للحُـب وحْـي، وآيات الهَــوى مِنْهُ
بِالليل تُتْلَى فِـي أبْيـات مِـنْ شِعْرِ
أحَـارِب الشُوق لَكِنْ بَات يهْزِمُنِي
يوم اللقَـاء يكُون الخَتْم، والنَصْرِ
للشُوق جِيش شَدِيد بَأسـهُ ويلِي
تَصْهِـل خِيوله يجِيد الكَـر، والكَـرِ
ألا لَعُمْرِي لأبْقَى الدَهْـر فِي شَغَفٍ
يا دَقَة القَلْب لُو قَدْ مُت إنْتَضِرِي
قَـدَرِي أحِبَـك بِالدُنْيـا اللتِي تَفْنَى
وبِجَنَة الخُلْـدِ حُبَك إنْ فَنَى القَبْرِ
° أمين منصور المحمودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق